آخر الأخبار

على ضفاف الأمازون

 


 

هادي جلو مرعي

 

     يجيد الفلسطينيون العديد من المهن، ويمتلكون ثقافة المعرفة، ولديهم قدرات إدارية فذة، وقد أحسنوا عملهم في بلدان المهجر، وفي البلاد التي دفعوا لها دفعا مكرهين عن وطنهم الأم، وشهد لهم بذلك كل من عايشهم وزاملهم في وظيفة تقنية، أو إدارية، ولم تفلح محاولات التسقيط والتنكيل والاستضعاف في ثنيهم عن مواصلة الكفاح المعرفي والثقافي، فوصلوا الى مراتب متقدمة، وقادوا دولا، ومنظمات وجمعيات وأندية رياضية وشركات، وأسسوا لمزارع ومصانع متطورة في البلدان التي وصلوا إليها، ونشأت منهم أجيال اندمجت مع سكان تلك البلدان التي لم تعترض كثيرا خاصة المجتمعات في القارة الأمريكية الجنوبية، ومنها تشيلي والبرازيل، وقد عرفت بعض تلك البلدان بمناصرتها لقضية الشعب الفلسطيني على مدى عقود من الكفاح والنضال.

 

     نجح الفلسطينيون بالتعاون مع جاليات أخرى في تكوين مجتمع متحفز، وقادر على الإبداع في ولاية (الأمازون) شمال البرازيل، ويخيل إليك حين تتطلع عبر الشاشة، أو حين تقرأ وكأنك في فلسطين الأم حيث يجتهد هناك كثر من الفلسطينيين، ويقدمون صورا حية عن نشاط تجاري واقتصادي فذ وناجح ومتميز أستقطب بقية السكان، وكان عدد منهم تبوأ مناصب عليا، حتى إن فلسطينيا فاز برئاسة ولاية (الأمازون) هو السيد عمر الذي أدار الولاية لسنوات وهو يشغل منصبا مهما في الولاية، وهناك شخصيات مهمة في مجالات أخرى تركوا أثرا طيبا، ونالوا رضا العامة من المواطنين الذين يتشاركون معهم في الطموح بحياة كريمة وعمل وخدمات اجتماعية، ويلتقون معهم في المنتديات والتجمعات العامة والمدارس والأسواق.

      يقول أحد كبار رجال الأعمال الفلسطينيين الناجحين: إن الفلسطينيين الذين وصلوا هنا عملوا في مجالات عدة، وكان منها مايتطلب الذهاب الى البيوت وبتجارات بسيطة، ولكنهم كافحوا، وتغيرت أحوالهم مع تغير أعمالهم، ودخولهم السوق ليكونوا من أصحاب الأموال، ويملكون تجمعات تجارية ومزارع ومصانع وشركات بتخصصات مختلفة أثرت الحياة الاقتصادية في عاصمة الأمازون، وجعلت الناس ينظرون باحترام الى ذلك النجاح، ويقدرونه ويغبطونه، ويتمنون لو أنهم يستفيدون منه بإعتباره تجربة نجاح غير عادية أنتجت مجتمعا خلاقا ومبدعا متمكنا من ذاته وإمكاناته، فهولاء الشجعان في مواجهة الحياة لم يقنطوا، ولم يستسلموا، ولم ينهاروا في مواجهة التحديات الصعبة، وإختاروا مقاومة الظروف القاهرة فقهروها، وتحولوا الى مثال رائع للنجاح والعطاء، وصناعة أسلوب حياة متفرد في بلاد قصية.

إرسال تعليق

0 تعليقات