آخر الأخبار

جد اردوغان ..الخطاب … بين الديني والسياسي

 



 

عز الدين البغدادي

 

من الحكمة أن يكون المؤمن حصيفا ذكيا لا يستغله أحد بالدين، هناك خطاب ديني بريء، بينما هناك خطاب ديني ظاهرا لكنه خطاب يهدف الى زرع وعي معين عند المخاطبين. استمعت إلى ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحقيقة فإن ما قاله جميل جدا ورائع جدا ومؤثر جدا، لكن دعنا نتجاوز الدلالة الأولى لننتقل إلى ما بعدها، سياسيا هذا الخطاب استغلالي بمعنى الكلمة، رغم أني لا أشك أبدا في صدق جد اردوغان الذي روى عنه هذه العبارة؛ فذلك الجيل كان يحمل كثيرا من الطيبة والتدين الصادق. لكن عندما يتحدث به سياسي أو يحاول أن يروج له سياسي فإن الأمر يختلف تماما فهو يريد أن ينزعك من الشعور بقومك وأمتك وبلدك. الله سيسألني عن صلاتي وديني ونبيي، لكن كيف عرفت بأنه لن يسألني عما فعلته لقومي، ألا يجب علي أن أكون معهم عندما يعتدى على أرضهم مثلا أو عندما يقطع الماء عنهم أو عندما يتعرضون لظلم؟ أم سأقول بأني لن أسأل في الحساب إلا عن الصلاة والصيام ونحو ذلك.

 

إن أكثر من يستعمل هذا الخطاب الايرانييون والأتراك وهم ينددون بالانتماءات القومية دائما باعتبارها لا تنسجم مع الدين، بينما هم قوميون تماما، لأنهم يريدون ان ينزعوا شعور العرب بأمتهم وأوطانهم، ليكون الولاء لهم باعتبارهم يمثلون الدين. بتعبير آخر، ما يقومون به هو عملية إخصاء للشخصية العربية بالذات وتقليل قيمتها لا سيما وان العرب يمثلون ثقلا دينيا وسكانيا.

 

سأنتقل لأمر آخر ذي صلة، فكثيرا ما أسمع وتسمعون أوصافا لشخص ما بأنه عابد زاهد، وأنه عارف، وربما حدثونا عن هذا الإمام أو ذلك العالم بأنه كان يصلي كذا ركعة في اليوم وأنه كان يقوم بكذا وكذا ورد.. أن تكون متدينا شيء جيد مبدئيا، لكن الأهم والأعظم هو ان تدرك الأهداف الكبرى والقيم الإسلامية المحركة، العرب لم يتحولوا من قبائل ممزقة الى امة وحضارة عظيمة لأنهم كانوا يصلون ويصومون، فنحن الآن نصلي ونصوم لكنهم أخذوا بتلك القيم المحركة، لسنا بحاجة اليوم الى فقيه يكرر فتاوى مضى عليها 1400 عاما وهي تكرر، بل نحتاج إلى نهضة فكرية تعيد ترتيب الأولوليات وتملك رؤية حقيقية، وهذا خطاب آخر لمن يتناقشون في أمر المرجعية القادمة…والله المستعان

 

 

الاردوغان يسيء للنبي (ص) 

إرسال تعليق

0 تعليقات