آخر الأخبار

دك القلاع : ملامح الشخصية النبوية ..

 






 

علي الأصولي

 

 

الوقوف على الشخصية النبوية وأبعادها العلمية والأخلاقية تكون من خلال منظار القرآن الكريم وما صح من نقولات حديثية إخبارية تاريخية.

 

أثير فيما مضى في مواقع التواصل الاجتماعي إشكالية زواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). من زينب زوج ربيبه زيد بن حارثة.

 

وفي عقيدتي أن سبب الإشكالية ساهم بها جملة من المؤرخين السنة ومحدثيهم بالأصل وتصوير الحالة من هذا الزواج وملابساته. بل وقد وقع بهذا الفخ جملة من فقهاء الإمامية ظنا منهم أنهم في صدد بيان مقامات النبي(صلى الله عليه وآله وسلم). وولايته على الأنفس.

 

ولم يتصور هؤلاء الفقهاء بأنهم ساهموا بتكوين مادة دسمة للنفوذ والطعن بالشخصية النبوية من قبل الخصوم وعلى مختلف الديانات والتوجهات.

 

وقبل الدخول في القصة نقف على الآية القرآنية المفصلية في الحادثة فقد نصت كالآتي: قال تعالى(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا).

 

هذه الآية يترآى منها بدوا منافاتها مع مقولة وعقيدة العصمة وضروتها. حيث أن الآية توحي الى رغبة نبوية بما يحرم وعشق النساء التي هن في عصمة الغير .

 

وان كان يفترض بأن الإيحاء وهذه الآية ساقط من أصل وشهادة القرآن الكريم لأصالة وسمو أخلاق النبي (صلى الله عليه وآله).

 

بقول مطلق والتي لا يشك بأخلاقه إلا المرتاب بالرسول ونبوته.

 

نعم " نسبة العشق عليه (صلى الله عليه وآله). لغير حلائله منه لا يصح مطلقا. بل ونسبته لعامة الأنبياء (عليهم السلام). كذلك لنفس الملاك على ما أفاد السيد المرتضى في كتابه - تنزيه الأنبياء -

بالتالي " ولأجل هذه الكبرى فلا معنى والانسياق وقصة زينب بنت جحش ومفادها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى في بعض الأحوال زينب بنت جحش فهواها فلما ان حضر زيد لطلاقها أخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعده وهواه لها.

 

القصة وبشهادة القرآن الكريم كانت بأمر الله تعالى لمعالجة مشكلة قائمة آنذاك على ما سوف تعرف.

 

وأحداث القصة باختصار ان زيد بن حارثة هو ربيب النبي (صلى الله عليه وآله). وقد أمر النبي (صلى الله عليه وآله). بأن يتزوج زينب التي هي بنت عمة النبي(صلى الله عليه وآله). وكسر عادة جاهلية قائمة والفارق بين الإشراف والموالي.

 

حتى إنها أي زينب بنت جحش لم تكن راضية فيما بينها ما بين نفسها وهذه الزيجة حيث شعورها بالتفوق الأسري العائلي من جهة وكلام العرب من جهة أخرى جعلتها في مقام عدم الرغبة. إلا ان القرآن الكريم تدخل وهذا الأعراض وما يلازمه بقوله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ان قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم. ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا). وعلى ضوء هذا النص القرآني العنيف نزلت زينب بنت جحش على ما أراد الله ورسوله وضرورة تحقيق الهدف والمصلحة من الدفع بهذا الزواج بقوة.

 

بالتالي " حصل الزواج وبدأ النفور من قبل زينب وتعاليها وزيد وحميته كرجل. وقد شكى الزوج للنبي (صلى اللّه عليه وآله). أكثر من مرة سوء تصرفات زينب تجاهه. فما كان من النبي (صلى اللّه عليه وآله). إلا ومحاولة التصبر على ما يلاقيه ربييه زيد بمفاد ( امسك عليك زوجك واتق الله). وهذا التصبر لغاية أخلاقية اعلائية وكسر الحاجز النفسي الجاهلي عند الناس وتمرير مقولة زواج الأشراف من الموالي. وجعل هذه الحالة موضع قبول بالتطبيق والممارسة.

 

إلا ان وصل الزواج الى طريق مسدود وبعدها جاء الأذن بالطلاق وانتهى الحال بعد ان تم الهدف المنشود.

 

غير ان هناك هدف آخر وهو أعلى من الأول وأقسى منه في العرف كان لزما على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم). ان يخوض غماره بقوة قلب. وهو جواز مناكحة زواج زوجات الربائب. التي اعتبرها العرف من المشكلات آنذاك.

 

ولذا وجدنا القرآن الكريم واصفا النبي (صلى الله عليه وآله). بنوع تحرج من الألسن السليطة والجاهلة والخصوم ونحوهم وهذا هو مفاد قوله ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ).

 

بالتالي جرت إرادة الله وفق ما يريد وبيان تشريعاته إذ قال(فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا).

 

نعم " ومن خلال هذا التكليف وأداء الوظيفة رفع الله وازال عادتين وهما التعالي من الاقتران بالموالي وجعل الربيب حكم الولد الصلب.و نالت زينب الزواج من الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) ولذا نقل في بعض المصادر انها كانت تفتخر على سائر نساء النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و تقول : (زوَجَكن أهلُوكن و زوجني الله من السماء).

 

وأخيرا وليس آخرا ان العقيدة الثابتة بدليل متين لا يمكن ان تزحزحها رواية هنا وخبر هناك والى الله تصير الأمور ..

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات