آخر الأخبار

ورحل توتو

 



 

عز الدين البغدادي

 

 

قبل ثلاثة أيام توفي المناضل رجل الدين الكاثوليكي الأسود ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا، وهو الذي عرف دوما بمواقفه القوية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

 

ولد عام 1931 في مدينة كلاركسدورب في جنوب أفريقيا، وعاش في أسرة فقيرة، وأصيب بشلل الأطفال في صغره مما أدى الى ضمور في يده اليمنى. وحصل على منحة لدراسة الطب إلا انه تركها بسبب الإمكانية الاقتصادية المحدودة، ثم درس في معهد لإعداد المعلمين حيث تخرج مدرسا ليمارس مهنة والده.

 

استقال من وظيفة التدريس عام 1957، احتجاجا على ضعف التدريس في المؤسسات التعليمية الخاصة بالسود، وبدأ دراسة اللاهوت ليصبح بعد 4 سنوات قسيسا تابعا للكنيسة الأنجليكانية. اخذ موقفا قويا من نظام التمييز العنصري، وصار اسمه يقترن بالمناضل الكبير نيسلون مانديلا. لكن وبقدر معارضته سياسة التمييز العنصري (أبارتهايد) في جنوب أفريقيا كان يرفض الردود الانتقامية للسود ضد هذه السياسة. وقد فاز عام 1984 بجائزة نوبل للسلام.

 

انتقد لاحقا حليفه حزب المؤتمر الوطني، لأنه برأيه لم يقم بما يكفي من أجل محاربة الفقر وأن قدرا كبيرا من الثروة والسلطة السياسية تتركز في أيدي نخبة سياسية سوداء جديدة.

 

وكما دافع عن قضيته فقد كانت له مواقف مشرفة من القضايا العربية، حيث انتقد بشدة الحرب على العراق، ودعا توتو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الأميركي جورج بوش أن يعتذرا عن شنهما حربا غير أخلاقية في العراق.

 

كان له حضور كبير في قضية فلسطين، حيث انتقد العنصرية التي تمارس ضد الفلسطينيين، وقد كتب في 2021 مقالا في صحيفة "غارديان " البريطانية دعا فيه إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى التوقف عن التستر على سلاح إسرائيل النووي، والتوقف عن ضخ الأموال الضخمة إليها. ودعا الى منح المبالغ الضخمة لمساعدة دولة ذات سياسات قمعية تجاه الفلسطينيين فـ"يجب أن تنتهي هذه المهزلة"، ويجب على حكومة الولايات المتحدة الالتزام بقوانينها وقطع التمويل عن إسرائيل.

 

يؤمن توتو أن جميع الناس طيبون أساسًا، وكان يحث المناضلين على الصبر والاستمرار، وكان يقول: إن الله تعالى سوف يسلط الحق. وكان يؤكد على العدالة وبعلن رفض أسلوب الانتقام، حيث يقول: إصلاح المظالم من دون خلق العدالة ينتهي في النهاية إلى جعل الواقع أكثر سوءًا

 

في 26 ديسمبر 2021 توفي دزموند توتو رجل الدين، والمناضل الاسود بعد ان دافع عن المظلوم ولم يكن حياديا، فهو الذي كان يقول: " إذا كنت محايدا في حالات الظلم ، فقد اخترت جانب الظالم" توفي بعد أصابته بسرطان البروستات عن عمر ناهز 90 عاما.

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات