عبدالقادر الحيمي
9ديسمبر 2021
دور ارتري/ فرنسى/ تشادي فاعل فى أحداث دارفور توطئة لنسخة أوسع فى
الشرق .
تم رصد قوات ارترية كثيفة على الحدود الشرقية بولاية القضارف،
تحديدا على حدود الفشقة الكبرى، حيث تنتشر القوات الارترية بالدبابات والآليات
ومختلف أنواع المدفعية على بعد يقترب من 30 كيلو متر وتمتد من الحمرة حتى عبد
الرافع. كل القوات الارترية التى انسحبت من امهرا وأقاليم إثيوبية أخري ، تمركزت
فى شرق الحمرة، فيما تتمركز قوات أخرى اكبر فى قاعدتها الرئيسية فى " أم
حجر" الارترية التى يفصلها نهر سيتيت عن الحمرة الإثيوبية .
الإثيوبيون يعملون على استعادة الفشقة بالاستعانة بالجيش الارتري
الذى أسهم بقوة وأفشل حملات التقراى العسكرية وحال دون دخولهم لأديس أبابا وإسقاط
نظام آبى احمد. لذلك يشكل إقليم غرب التقراى المحاذى للحدود السودانية قبالة
الفشقة الكبرى، أهمية إستراتيجية فى غاية الأهمية لضمان بقاء نظام افورقى .
بنفس القدر قوات كبيرة للتقراى التى انسحبت من امهرا والعفر تم
نشرها فى غرب التقراى وذلك بعد انسحابهم من محيط أديس أبابا، وذلك حسب تصريحاتهم
لتبديلهم إستراتيجيتهم الإقليمية ، فيما تحتفل الحكومة بالانتصار عليهم ودفع خطر
اجتياحهم لأديس أبابا بعيدا .
لذا من المتوقع ان يشهد إقليم غرب التقراى مواجهات عسكرية عنيفة
بين التقراى والجيش الاثيوبى وميليشياته الحليفة فيما يكون العبء الأكبر فى
المواجهات يتحمله الارتريين، لأنه حتى الآن لا يوجد حسب المعلومات الأكيدة ، جيش
اثيوبى بعد تفككه عرقيا اذ ان 80% من افراده قوامه ميليشيات " فانو"
وقوات الأقاليم الخاصة بالإضافة للميليشيات الشعبية ( منش).
من المتوقع ان تهاجم القوات الاثيوبية الفشقة الكبرى والامهرة
اعلنوا مرارا وتكرارا انهم سيستعيدون الفشقة الاثيوبية بعد القضاء على التقراى ولن
يتركوا للسودان " مازينكا" وهو الاسم الذى يطلقونه بالامهرية على الفشقة.
التقراى قد يحاولون استعادة غرب اقليمهم من القوات الحكومية ، خاصة
بعد انسحابهم من العفر ومدن الامهرة ، وهو الاشتراط الذى وضعه ابى احمد لقبول
التفاوض معهم ، فيما اشترط التقراى للتفاوض سحب الجيش الارترى والاثيوبى من مدن
ومناطق غرب اقليمهم. لكن وجد التقارو انفسهم محبرين على الانسحاب من العفر وامهرا
عبر الضغط العملياتى الميدانى ، اذ امسكت القوات الحكومية بزمام المبادرة عسكريا
على الأرض ، لذا من غير المتوقع ان تنسحب القوات الحكومية وخاصة الارترية طواعية
مع تبدد الامل فى جلوس اطراف النزاع على طاولة الحوار ، وما رشح عن قبول ابى احمد
للتفاوض هى معلومات غير مؤكدة طالما لم تصرح بها " بيلاني سيوم " مديرة
المكتب الصحفى لابى احمد.
الدور الارتري فى دارفور والشرق:
هو دور معروف وقديم من بدايات نظام الانقاذ لجا افورقى لدعم كل
حركات المعارضة المسلحة فدعم جون قرنق ، عبد الواحد محمد. نور ، عبد العزير الحلو،
مالك عقار ، حركة العدل والمساواة، التجمع الوطنى بقيادة الصادق المهدى، الأسود
الحرة. ولا يزال يقدم الدعم لحركة عبد الواحد وبصمته و دوره واضح وضوح الشمس فى
" أربعة طويلة ".
أسلوبه المفضل والذى ينتهجه دائما وباستمرار هو الإمساك بالملفات
الداخلية للسودان والاوضاع فى الشرق غير مطمئنة وقابلة للانفجار وتوجد تدخلات
خليجية ودولية أخرى فى الشرق ، فيما الدور الفرنسي واضح فيما يحدث الآن فى جبل مون
بالإضافة للدور الارترى .
يعمل اسياس افورقى على حشد جيشه فى غرب التقراى للحيلولة دون سيطرة
التقراى على الحمرة ومدن غرب الاقليم وفتح معابر مع السودان لان ذلك بشكل تهديدا
مباشرا لبقاء نظامه كما ان سيطرة التقراى على غرب اقليمهم يمكنهم من فتح معابر
وتماس مع السودان تؤمن لهم كل انواع الامداد واللوجستيات.
تحذير البرهان للبعثات الدبلوماسية :
كان يجب أن يتخذ البرهان قرارات فورية بدلا. من التلويح بها ،
ويبدو ان البعثة البريطانية هى من وجه لها البرهان فى المقام الأول تحذيره ،
بعقدها اجتماعات علنية مع بعض القوى السياسية لمناهضة قرارات الحكومة . بعض القوى
السياسية بكل اختلافاتها مخترقة بالكامل وبعضها او كلها بتلقى أموال اجنبية من
السفارات وغيرها وبذلك تكون البلاد مختلفة بالكامل وقيادات القوى السياسية مرتهنة
للخارج ، مما يضع تساؤلات ومؤشرات عديدة على الديمقراطية وتعاطى القوى السياسية
معها.
تحدث معي احد الأصدقاء الاستراتيجيين صباح اليوم وكانت وجهة نظره ،
اين الديمقراطية فى الدول العربية والعالم الثالث ؟ هى لا توجد لانه لاتوجد لها
بنية تحتية لمقومات الديمقراطية ومتتطلباتها وبناء منظومات حزبية من القواعد القمة
لان تلك الدول فقيرة لن تنجح فيها الديمقراطية ، وحتى الاحزاب لن تكون ليبرالية ،
بل طائفية وجهوية ، لذلك يطلق على ديمقراطية العالم التالت " السلطوية "
واختتم صديقي لتعزيز وجهة نظره ارجع لفشل الفترات الديمقراطية الثلاثة السابقة ،
وستجد ان الاحزاب نفسها من افشلها.د وتعرض امن البلاد لمخاطر جسيمة كما يحدث الآن.
فى مطلق الاموال سيشهد السودان صيفا ساخنا على صعيد اوضاعه
الداخلية وعلى الحدود الشرقية .
نسمع عن لقاءات سودانية اثيوبية برعاية دولة خليجية ، وذلك للتهدئة
وعدم الانجرار فى مواجهات عسكرية واسعة بخصوص الفشقة .
اية مفاوضات حول الفشقة تتجاوز وضع العلامات الحدودية لن يكتب لها
النجاح وسيستغلها الاثيوبيين فى المماطلة والمراوغة من وضع العلامات ، فيما فى نفس
الوقت يحكمون سيطرتهم على الفشقة بطرد المزارعين السودانيين ، وزراعة مساحات واسعة
، واقامة المستوطنات وحتى فرض القوانين الاثيوبية على السودانيين ، وهذا كله حدث
فى السنوات الثلاثين الماضية.
0 تعليقات