علي الأصولي
الحياة الشخصية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم). شبه غائبة عن
الذهنية الإسلامية والشيعية العامة. إذ ان عامة أهل الإسلام تمعنوا بحياة النبي
محمد (صلى الله عليه وآله). الرسالية والنبوية والقيادية وكونه رجل دولة ورجل دين
أكثر من الاستغراق بشؤوناته الشخصية البيتية وسلوكه تجاه نسائه وجواريه.
وهذا الاستغراق في عقيدتي كان الحافز الكبير في تغييب الصورة
البشرية للنبي(صلى الله عليه وآله). حتى كان العقل الإسلامي ميالا الى التعامل مع
الشخصية النبوية كشخصية غير بشرية بعيدا عن ملاحظة الجانب البشري وسمات البشرية
الملازمة للنبي(صلى الله عليه وآله).
نعم" حاول الاتجاه السني رصد الحياة الشخصية للنبي (صلى الله
عليه وآله). وما يخص أزواجه بتركيز عال على سيرة عائشة كونها تمثل المرجعية
النقلية للحديث منه (صلى الله عليه وآله). الى عامة أمته. بينما ركز الإتجاه
الشيعي العام والإمامي الخاص ورصد السيرة البيتية في خصوص سلوكيات زوجات النبي(صلى
الله عليه وآله). تجاه فاطمة وعلي وأبنائهم (عليهم الصلاة والسلام).
ويفترض مطالعة هذه السيرة الشخصية البيتية وفق بيانات القرآن
الكريم أولا وبالذات. وما صح من نقولات تاريخية وحديثية.
وضرورة عدم نزع الحكايات
الجارية في البيت النبوي سواء كانت بين الزوجات أنفسهن او مع الرسول الأكرم (صلى
الله عليه وآله). عدم نزع هذه الحكايات من السياق المنطقي من جهة وعدم غض النظر عن
الأحداث التي جرت في البيت بمعزل عن الشخصية بوصفها نبوية أو رسولية والتعامل مع أمهات
الاثارات والمشكلات التي وقعت خلال الرحلة الزوجية. وبالتالي ووفق هذه النظرة لا
نلغي الحياة العادية البشرية للشخصية النبوية من جهة وعدم استغراق النظرة وتصويرها
بشكل أوامر ونواه الهية وسلسلة من الأحكام الوضعية.
فإذا تم هذا فسوف نتعرف على الشخصية المحمدية عن قرب أكثر وسيرته
مع زوجاته ومن اللواتي مررن بحياته. وما يلازم هذه النظرة من تسجيل العاطفة
والإعجاب والميول القلبية من قبله (صلى الله عليه وآله). تجاه بعض زوجاته.
وعليه نقدم قراءة مرنة للحياة التي خاضها النبي(صلى الله عليه وآله
وسلم). عبر مراحل حياته ما قبل النبوة وما بعدها وفي مكة والمدينة.
ونقطع الطريق على من يحاول التصيد بالماء العكر بتصيد اي رواية
مروية في التراث الإسلامي العام ومحاولة تسويقها على أنها صحيحة ومسلمة بدعوى إيرادها
في المصادر وبالتالي وعلى ضوء هذا الابتسار المخز يتم تصوير أفضل الخلق بشهادة
الخالق على أنه زير نساء ولا هم له إلا التمتع بزيجاته بعد غض النظر عن الجانب
النبوي الآخر وسيرته ومسيرته والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات