آخر الأخبار

الحق لا يقال

 




 

عز الدين البغدادي

 

استمعت فجر اليوم إلى حلقة من برنامج "الحق يقال" الذي يقدمه الإعلامي المعروف والمتألق عدنان الطائي، وقد استضاف شخصيتين دينيتين هما الشيخ أوس الخفاجي والشيح محمد كاظم الحميداوي إضافة الى السيد ضياء الشكرجي رجل الدين سابقا وداعية العلمانية حاليا.

 

لفت انتباهي وجود نقاشات غير دقيقة فقهيا تتعلق بقضية متنزه السندباد لاند واحتفال محمد رمضان لا سيما وان احد المحاورين ركز على موضوعي حرمة الغناء والتعري .

 

ورغم اني انتقدت وبشدة ما حصل إلا أني لم انظر الى الأمر من الزاوية الفقهية البحتة، لقد طرح الشيخان الفاضلان مسالة حرمة الغناء كقضية فقهية ضرورية وقطعية مفروغ منها، رغم ان الأمر ليس كذلك. فتحريم الغناء هو الرأي المشهور وهناك من ذهب الى إباحته، مثل الفقيه الورع العارف الفيض الكاشاني والفقيه المحقق السبزواري والسيد ماجد البحراني والفقيه الكبير الشيخ هادي الطهراني نزيل النجف وهو أيضا رأي السيد الفقيه الورع فضل الله والشيخ الصادقي الطهراني وحبيب الله الكاشاني والشيخ يوسف الصانعي الاصفهاني والشيخ إبراهيم جناتي والشيخ عبد الهادي الفضلي ومحمد المؤمن القمي وغيرهم (للتوسع راجع التعليق الثاني).

 

وأما ادعاء حرمة التعري بالشكل الذي ظهر فيه هذا المطرب، فهو لا يقوله حتى ابسط طلبة العلم لأن عورة للرجل بإجماع الامامية تنحصر بالقبل (العضو الذكري) وحلقة الدبر فقط، نعم ذهب ابن البراج الى ان هذه هي العورة المخففة بينما العورة المغلظة التي يستحب سترها هي ما بين السرة الى الركبة.

 

هناك أمور أهم كان يجب ان يقف عندها الخطاب فمثلا يمكن ان تجعل الخطاب أكثر عقلانية وإقناعا، منها: نقد الهدر الهائل للأموال مع وجود كثير من حالات الفقر المدقع في البلد وهو ما جعلنا ننتقد هذه الحفلة السخيفة، فضلا عن وجود جهات حزبية دينية ترعى وتدعم أماكن شرب الخمر والدعارة وهذا ما يعرفه اي عراقي، فضلا عما تقوم به هذه الحفلات من نشر التفاهة وعدم الشعور بالمجتمع واحتياجاته.

 

والأهم أن المتحاورين لم يقفوا أو يلتفتوا الى ضعف أجهزة الدولة وتخليها عن مسؤوليتها التربوية، وتحول الملاهي الى مراكز قوة مؤثرة فبقي الكلام يدور حول النزاع العلماني- الإسلامي بشكل فج فطير، يفتقر للرؤية والعمق.

 

ان الإصرار على حصر مفهوم الفساد بقضايا الغناء والخمر والنساء والرقص هو تحجيم خطير للرؤية الشرعية، فضلا عن كونها تضع حاجزا كبير بين الخطاب الديني والشباب خاصة، بل والمجتمع عامة….

 

والله المستعان

 

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات