علي الأصولي
ذكر أهل الكلام من الإمامية مسألة في النبوة وشخصية النبي(صلى الله
عليه وآله وسلم). مفادها على ضرورة وكون النبي(صلى اللّه عليه وآله). أفضل أهل
زمانه. ومن هنا قال (صلى الله عليه وآله). أنا اشرف الناس.
بعبارة أخرى اي يجب أن يمتاز النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلم). عن أهل
زمانه علميا وعمليا ويتقدمهم عن بكرة ابيهم. حتى يصح إتباعه. وبحسب الأصل العقلائي
يفترض ان يكون النبي(صلى الله عليه وآله). إنسان كامل وشخص فاضل. وبالتالي لا
يحتاج الى غيره. فالمفضول يحتاج الى فاضل لتكميله. ومن هنا قالوا" بقبح تقديم
المفضول مع وجود الفاضل عقلا وشرعا وعرفا وعليه معقد السيرة والمسيرة لنكتة وملاك
الإتباع وهو الأفضلية للفاضل في كل مجالات الحياة الإنسانية. وهذه السيرة حجة
بلحاظ معاصرتها لزمن المعصوم وكونها ممضاة منه (عليه السلام).
والكلام في هذه المسألة شامل لعموم الأنبياء وأئمة الدين(عليهم
السلام). وجامع الكل مطلق المعصوم نبيا كان او إماما. وعليه عقيدة الإمامية منذ
النشأة الى الان بلا نكير والى يوم القيامة.
نعم " من تورط بحسن تقدم المفضول على الفاضل او لا اقل بجوازه
لزم أن يقبل بنتيجة لزوم ووجوب إطاعة الفاضل للمفضول وهذا اللزوم قبيح كتابا وسنة
وبالعقل.
فالكتاب نص على استنكار هذا التقدم بنص قوله تعالى{افمن يهدي للحق
أحق ان يتبع أمن لا يهدي إلا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون}. من سورة يونس/
والسنة على ما ذكر الباقلاني في - التمهيد ص 190 - قوله (صلى الله
عليه وآله). من تقدم على قوم من المسلمين. وهو يرى ان فيهم من هو أفضل منه. فقد
خان الله ورسوله والمسلمين. أنتهى وغيره من الأحاديث في نفس الصلة فليراجع
المطولات.
نعم" اجاز المعتزلة تقديم المفضول على الفاضل وهذا الجواز جاء
من ضيق الخناق لا من عقل ولا من شرع فهو ناتج لضغط تصحيح خلافة الأول والثاني
والثالث. كما نص غير واحد منهم ومنهم ابن ابي الحديد في مقدمة - شرح نهج البلاغة -
بتقديم المفضول - ابي بكر - على الفاضل - الإمام علي - لمصلحة - حسب تعبيره -
اقتضاها التكليف - وحسب تعبير الاشاعرة والسلفية - خوف الفتنة - وعدم استقامة
الأمة –
وما يعنينا في المقام ليس مناقشة آراء المعتزلة والاشاعرة ولا
السلفية بقدر ما نثير إشكالا على من يرى العلاقة الودية بين اطراف النزاع وقصة
الخلافة الشرعية وغاصبيها. وممن جوز تقديم المفضول على الفاضل.
فإن صحح الآخر تقديم المفضول مع وجود الفاضل لمصلحة اقتضاها
التكليف ودفع غائلة الفتنة - نسأل عن ملاك تقديم المفضول مع وجود الفاضل مع وجود
العلاقة الطيبة بين الأطراف - أطراف النزاع - وهذا التساؤل قائم الى ظهور القائم
(عليه السلام).
0 تعليقات