بقلم رولا صبحي
المشردون بلا ماؤى فى مصر قضيه من أهم القضايا الاجتماعية، لما لها
من تأثير سلبى على الارتقاء بالمجتمع وهى ظاهرة تنتشر فى المدن أكثر من الريف، ويوجد
بمصر ما يقرب من 2مليون مشرد بلا مأوى، منهم اطفال ومنهم كبار سن.
ومن هنا سنتناول المشردين من كبار السن..
وجميع المشردين أصلهم مسني، فكيف يتطور الأمر بينا من مسن يحيا
بمنزله بجانب أسرته الى مشرد بلا ماؤى، يسكنون الشوارع ويتعرضون للخطر والاستغلال،
سواء استغلال جسدي كتجاره الأعضاء، أو استغلال مادى بالتسول، أو استغلال
باستقطابهم لجمعات إرهابيه وتدريبهم.
ولكى نتعامل مع هذه الظاهرة يجب ان نعرف ان مشردي الشوارع ينقسمون
الى ثلاثة أنواع وهى :
*مسنون مصابون بأمراض عقليه خرجوا من منازلهم، ولم يتمكنوا العودة وأصبح
الشارع، مأواهم، يسافرون إلى بلاد دون وعى وتتغير أشكالهم بالسكنه فى الشارع فيصعب
لزوايهم التعرف عليهم
*المسنون بلا مأوى نتيجة قسوة الأهل وطردهم للشارع نتيجة النزاع
على مراث أو الاستغلال المادي أو لأنه أصبح طريح فراش نتيجة الأمراض وتخلى ذويهم
عن رعايتهم الطبية وتأففوا من خدمته فكان مصيرهم المحتوم هو الشارع
*المسنون المتسولون وهم اخطر نوع فى الشارع المصرى وتخرج منهم
الجرائم والإرهاب والبلطجة والسرقة.
نموذج مصري
---------------
ما يجب ان ننوه عليه ان ظاهر المشردين ليست حديثه
فعندما حكم محمد علي باشا مصر كان أطفال الشوارع والمشردون يتسببون
في مشكلة كبيرة للدولة المصرية ، حيث كان أكثر من ٣٠٠ ألف مشرد في ربوع البلد من إلاسكندرية
إلى أسوان، فقام محمد علي باشا بتحويل الكارثة إلي نعمة والمحنة إلي منحة؛ فأقام
بإنشاء معسكرات في الصحراء، بتكليف سليمان باشا الفرنساوي قائد الجيش المصري
حينذاك، أن يأتي بأمهر المدربين من فرنسا وأوروبا في شتي المهن والحرف اليدوية
ليقوموا بتدريب المشردين لمدة ثلاث سنوات.
وتخرج لمصر من هذه المعسكرات أعظم الصناع والحرفيين، الذين ساهموا
في إنشاء النهضة
والطفرة الكبيرة التي حدثت في عصر محمد علي باشا نهضة صناعية
عسكرية إنشائية قاموا بمعجزات، وأسسوا أجيالا من أمهر الصناع الذين ساعدوا في بناة
مصر الحديثة ، وكان من احد هؤلاء الحرفيين المهرة والد الكاتب المصري الشهير
عبدالله النديم
0 تعليقات