علي الأصولي
أثار غير وأحد غفلة او تغافلا وقصة مشاركة أمير المؤمنين(عليه
السلام). في حروب الخلفاء الثلاثة.
وعلى ضوء هذه المشاركة وظف إختلاق قصة العلاقة الودية بين أمير
المؤمنين (عليه السلام). من جهة والخلفاء من جهة أخرى. بيد أن الأصل الأصيل هو
الخلاف والاختلاف وغصب الخلافة بالأدبيات الإمامية أشهر من نار على علم. ولا يعول
على من شذ من هذا الأصل في سوق التحصيل.
الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام). عرف عنه كونه كان قائدا
ميدانيا مقداما. وقد شارك في كثير من المعارك في عهد النبي(صلى اللّه عليه وآله
وسلم). وقصة خيبر من الوضوح بمكان وذلك عندما بعث النبي ( صلى اللّه عليه وآله )
بالراية بيد الأول ؛ فجاء يجر ذيول الخيبة والخزي، ثم بعث الثاني بها ؛ فلم يكن
بأحسن حالا من صاحبه، وعلى حد تعبير أرباب التاريخ والسير عن عن عودة الثاني - عمر
- مخذولا هو قولهم: فرجع يجبن أصحابه ؛ وأصحابه يجبنونه (انظر المستدرك للحاكم النيسابوري
ج3 ص 37).
وعلى ما يبدو لي بأن إرسال الأول والثاني كان لغايات إثباتية أكثر
من كونها ثبوتية لكشف المؤهلات في القيادة والسيطرة أمام جمهور المسلمين. بالتالي
من عجز عن قيادة معركة فهو عن قيادة الأمة سياسيا وعسكريا اعجز مع وجود المقتضي
وعدم المانع فلاحظ.
ومن هنا كان ينبغي وملاحظة تأمير أسامة بن زيد قبيل رحيل الرسول
الأكرم(صلى الله عليه وآله). لقيادة الجيش مع وجود جملة من الصحابة ومنهم الخليفة
الأول والثاني. حيث أمر النبي(صلى اللّه عليه وآله). بأن يأتمرون بأمر أسامة الذي
كان اصغرهم سنا آنذاك وهذا خير منبه في المقام خاصة مع إستثناء الإمام(عليه
السلام).
وبالجملة'' وما نروم بيانه: خاض الخليفة الأول والثاني جملة من
المعارك والمصادمات المسلحة. من هذه المعارك كانت باطلة ومخزية حيث كان
الإمام(عليه السلام). مقاطعا لهذه المهزلة. وبعض المعارك كانت شرعية وهي ما تسمى
بحروب الردة وغيرها. بالتالي لا ينبغي للمنصف بأن يجعل المعارك في سلة واحدة فلا
هي باطلة بقول مطلق ولا هي حقة بقول مطلق. ومع حقانية بعض المعارك كان الإمام(عليه
السلام). أيضا في حال مقاطعة - في الجملة لا بالجملة - إذ وفر لهم الاستشارة
والتدبير والنصح لحفظ بيضة الإسلام. لا لإعطاء الشرعية ولا كونه جنديا ولا هم
يفرحون،
والمتحصل" كان الإمام(عليه السلام). ابتداءا - حدوثا - وبقاءا
- متبوعا لا تابعا ولم تسجل له تبعيه إلا للنبي(صلى اللّه عليه وآله). في طول
التاريخ وعرضه وشهادة عمر بن الخطاب بفضل علي (عليه السلام). خير دليل اذ لولا
الاستشارة لوقع المحذور في أكثر من مناسبة ومقام.
وأما تصوير الإمام(عليه السلام). على أنه ملازما لخط الخلفاء
وتابعا لهم فهذا التصوير مغلوط والحديث بهذا الشأن هو حديث عن إمام لا نعرفه
بالواقع الشيعي الإمامي والتاريخ الإسلامي.
فهذا صاحب - فتوح البلدان - ج 2 ص 313 - تحقيق صلاح الدين المنجد -
يحدثنا ان عمر عرض قيادة الجيش لعلي بن ابي طالب(عليه السلام). في معركة القادسية
فرض الإمام(عليه السلام). فعرضت بالتالي على سعد بن ابي وقاص.
نعم " تم ترويج فكرة المشاركة - مشاركة الإمام - بل وأبنائه
الحسن والحسين(عليهم السلام).
بلى " تم ترويج فكرة مشاركة أبناء علي (عليهم السلام). في
حروب الأول والثاني. لرفع شأن هؤلاء ومكانتهم دينيا واجتماعيا وسياسيا.
ومصدر هذا الترويج هو كتاب يتيم معاصر - تأريخ الإسلام السياسي
والديني والثقافي والاجتماعي - للدكتور حسن إبراهيم حسن - ج1 ص 277 –
أنا لا أحب كما قلت - مرارا وتكرارا - الخوض في المسائل الخلافية
التاريخية المذهبية كونها ليست من شغلي ولا من اختصاصي. ولكن أجد نفسي ملزما في
الجملة بتصحيح بعض المسارات للأمانة التاريخية وبيان زيف بعض الادعاءات خاصة ممن
تصدر من عناوين وقعها بلا معنون والى الله تصير الأمور ..
0 تعليقات