تشهد كازاخستان تطورات متلاحقة، إذ قالت قوات الأمن هناك إنها قتلت
العشرات ممن وصفتهم بمثيري الشغب المناهضين للحكومة في عملية لاستعادة النظام في
مدينة ألماتي.
كما قررت روسيا إرسال قوات تلبية لطلب الرئيس الكازاخي قاسم
توقاييف.
وتقول موسكو إن هذه القوات ستعمل على المساعدة في
"استقرار" كازاخستان، البلد العضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي
تمثل تحالفا عسكريا يضم دول سوفيتية سابقة هي روسيا وأرمينيا وكازاخستان
وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
واندلعت الاحتجاجات في البداية بسبب ارتفاع أسعار الوقود، لكنها
اتسعت لتشمل مطالب سياسية أخرى.
ولكن ما هي قصة دولة كازاخستان التي تشهد هذه الاضطرابات؟
كازاخستان بلاد شاسعة تساوي مساحتها أوروبا الغربية، حيث تبلغ
مساحتها نحو 2.7 مليون كيلومتر مربع، وهي تاسع أكبر دولة في العالم من حيث
المساحة، ويحدها من الشمال الغربي والشمال روسيا، ومن الشرق الصين، ومن الجنوب
قيرغيزستان وأوزبكستان وبحر آرال وتركمانستان، كما يحد بحر قزوين المغلق كازاخستان
من الجنوب الغربي، وهي لا تطل على سواحل مفتوحة، وتُعد أكبر دولة حبيسة في العالم.
كما أن كازاخستان هي أكبر دولة في آسيا الوسطى، ويمتد جزء صغير
منها في شرق أوروبا.
وبينما لم تكن السلطات في الاتحاد السوفيتي السابق تعد كازاخستان
جزءا من آسيا الوسطى، إلا أنها تتمتع بخصائص جغرافية مادية وثقافية مماثلة لتلك
الموجودة في بلدان آسيا الوسطى الأخرى.
وتقع العاصمة نور سلطان، والتي حملت في السابق أسماء أستانة
وأكمولا وتسيلينوغراد، في الجزء الشمالي الأوسط من البلاد.
وتمتلك كازاخستان موارد معدنية كبيرة وإمكانات اقتصادية هائلة حيث
تحتوي على ثروات طبيعية من بينها 3 في المئة من احتياطي النفط العالمي، فضلا عن
الفحم والغاز.
ويبلغ عدد سكان كازاخستان نحو 18 مليون نسمة، وهي دولة متنوعة من
الناحية العرقية حيث يشكل الكازاخ حوالي ثلثي السكان، والروس أقل بقليل من الربع،
والأقليات الأصغر بقية السكان.
ويشهد الإسلام، وهو الدين الرئيسي هناك، انتعاشا بعد قمعه في ظل
الحكم السوفيتي.
تاريخ
تقول دائرة المعارف البريطانية إنه أجزاء مختلفة من كازاخستان
الحالية اندمجت في إمبراطوريات مختلفة على مر العصور، وكانت خلال القرنين الثالث
عشر والرابع عشر جزءا من الإمبراطورية المغولية.
وفي حوالي عام 1465، انتقل نحو 200 ألف من الكازاخ غير الراضين عن
حكم خان الأوزبك أبو الخيرإلى مغوليستان حيث استقر بهم خانهم إيسين بوغا بين نهري
تشو وتالاس.
وأصبح هؤلاء الأوزبك الانفصاليون يُعرفون باسم الكازاخ
"الأحرار" ، ومع مرور الوقت نشأ تمايز كبير بينهم وبين الأوزبك غير
الانفصاليين في أساليب حياتهم الخاصة حيث كان الكازاخ أكثر بدواة فيما كان الأوزبك
أكثر ميلا للاستقرار.
وكان الكازاخ، خلال أواخر القرن الخامس عشر وطوال القرن السادس
عشر، قادرين على توحيد إمبراطورية بدوية تمتد من شرق بحر قزوين وشمال بحر آرال حتى
نهر إرتيش العلوي والحدود الغربية لجبال ألتاي، وكانوا سادة تلك المنطقة تحت حكم
بوروندي خان (1488-1509) وقاسم خان (1509-1518) حيث باتوا قادرين على حشد 200 ألف
فارس في الحروب وأصبح جميع جيرانهم يخشونهم.
الغارديان: "الخطر قادم" في كازاخستان
ويقول الرأي السائد إن حكم قاسم خان كان بمثابة بداية لنظام حكم
كازاخستاني مستقل. ففي ظل حكمه ، امتدت قوة كازاخستان من منطقة جنوب شرق كازاخستان
الحالية إلى جبال الأورال.
وبعد وفاة قاسم خان انقسمت إمبراطورتيه بين أبنائه الثلاثة حتى نجح
الابن حق نزار (1538-1580) في إعادة توحيد الإمبراطورية. وقد نجح خليفته توكل خان
في احتلال سمرقند مؤقتا.
وبحلول بداية القرن السابع عشر، استؤنفت عمليات التقسيم، وكانت
القوة المركزية الكازاخية ضعيفة أو غير موجودة وسط عدد كبير من الحكام الصغار.
و خاض الكازاخ، من ثمانينيات القرن السابع عشر حتى سبعينيات القرن
الثامن عشر، سلسلة من الحروب مع الأويرات، وهو اتحاد ضم 4 قبائل مغولية غربية. وقد
نجح تيوك خان زعيم الكازاخ بين عامي 1711 و1712 في تحقيق النصر على تلك القبائل.
ولم تقتصر إنجازات تيوك خان على الحرب، فقد كان مسؤولا عن وضع
قانون القانون الكازاخستاني، وهو مزيج من القوانين العرفية والإسلامية.
وبعد تيوك عاد الكازاخ للانقسام، وفي عام 1723 استأنفت القبائل
المغولية التي هزمها تيوك الحرب بمساعدة روسية، حيث قامت تلك القبائل بمساعدة
الضباط السويديين الذين أسرتهم روسيا في معركة بولتافا 1709بشن غزو مدمر لشرق
كازاخستان.
ولم تتلاشى ذكرى تلك الكارثة الوطنية من تاريخ الكازاخ حيث يعتبرون
ذلك الغزو بمثابة "الكارثة الكبرى".
وفي عام 1730وفي ظل تهديد القبائل المغولية، أقسم أبو الخير خان،
أحد زعماء الكازاخ ، على الولاء للإمبراطورة الروسية آنا.
وقد جاء القضاء على تهديد القبائل المغولية من خلال تدخل صيني في
عامي 1757 و1758 حيث أطلق إمبراطور الصين تشيان لونغ حملتين رئيسيتين تم خلالها
إبادة تلك القبائل المغولية (الدزنغاريين)، ودمج أراضيهم في الصين.
وفي ذلك الوقت وجد أبلاي خان، أحد زعماء الكازاخ، أنه من الحكمة
الاستسلام للإمبراطور الصيني تشيان لونغ.
وفي عام 1771، تم تأكيد أبلاي كحاكم من قبل كل من الصينيين والروس.
الحكم الروسي والسوفيتي
أدت الانتكاسات التي مر بها الكازاخ على أيدي القبائل المغولية إلى
تأخير ظهور دولة كازاخستان الموحدة وزاد من تدهور الحياة الثقافية الكازاخستانية.
كما أنها جعلت الكازاخ أقل قدرة على مقاومة تعديات روسيا من الشمال
حيث بدأ التقدم إلى الأراضي الكازاخية ببناء سلسلة من الحصون وهي حصون أومسك في
عام 1716 و سيميبالاتينسك في عام 1718 وأوست كامينوجورسك في عام 1719 وأورسك في
عام 1735.
قوات روسية تصل كازاخستان وحملة قمع المظاهرات مستمرة
لقد كان التقدم الروسي إلى أراضي كازاخستان بطيئا لكنه استمر حيث
استفادت روسيا من الانقسامات والخلافات الداخلية الكازاخية.
وقد كان الاحتلال الروسي لأراضي كازاخستان ضروريا لغزو منطقة آسيا
الوسطى المسلمة.
وقد اعتقد بعض الكازاخ أن الوجود الروسي قد يوفر على الأقل بعض
الأمن ضد غارات القبائل المغولية.
ومن عام 1730 توالى قبول الخانات الكازاخ للحماية الروسية.
وبعد القضاء على تهديد القبائل المغولية بدأ الكازاخ ينتفضون ضد
الحكم الروسي. وبعد سلسلة من الانتفاضات الكازاخية غير الفعالة والتي كان أبرزها
انتفاضة باتير سريم بين عامي 1792و1797، قررت روسيا قمع مثل الحكم الذاتي ممثلا في
الخانات الكازاخية، كما عمدت لاحقا إلى إلغائه تدريجيا بداية من عام 1822 حتى أنهت
تماما حكم الخانات في كافة مناطق كازاخستان في عام 1848.
وبسبب اندماج كازاخستان في روسيا، وجدت الأفكار الحديثة أرضا خصبة
بين الكازاخ أكثر من الخانات الأوزبكية شبه المستقلة.
وقد جلب التعليم الروسي هذه الأفكار إلى الحياة الكازاخية، وقام
المفكرون الروس مثل تشوكان فاليكانوف وأباي كونانباي أولي بتكييفها مع الاحتياجات
الكازاخية وخلق ثقافة علمانية لا مثيل لها في أجزاء أخرى من روسيا الآسيوية.
وكان الكازاخ متفرجين وليسوا مشاركين في الحرب الأهلية الروسية
التي أعقبت سقوط النظام القيصري في عام 1917. وبين عامي 1919و 1920 هزم الجيش
الأحمر البلشفي القوات الروسية البيضاء في المنطقة واحتل كازاخستان.
وفي 26 أغسطس/آب من عام 1920 أنشأت الحكومة السوفيتية جمهورية
قرغيزستان المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي غيرت اسمها في عام 1925 إلى جمهورية كازاخستان
ذات الحكم الذاتي.
ومنذ عام 1927، اتبعت الحكومة السوفيتية سياسة صارمة لتحويل البدو
الكازاخ إلى سكان مستقرين واستعمار المنطقة بالروس والأوكرانيين.
وعلى الرغم من وجودهم الريفي البدوي، كان الكازاخ أكثر السكان
الأصليين معرفة بالقراءة والكتابة في آسيا الوسطى.
لكن سياسة العمل الجماعي التي فرضها النظام السوفيتي بوحشية أدى
إلى انخفاض صادم في عدد سكان كازاخستان بين عامي 1926 و 1939 حيث انخفض عددهم في
الاتحاد السوفيتي بنحو الخمس.
وقد لقي أكثر من 1.5 مليون شخص حتفهم خلال تلك الفترة، معظمهم من
الجوع والأمراض، والبعض الآخر نتيجة العنف.
وقد فر الآلاف من الكازاخ إلى الصين، كما فر حوالي 300 ألف شخص إلى
أوزبكستان و 44 ألفا آخرين إلى تركمانستان.
وأصبحت كازاخستان رسميا جمهورية اتحادية سوفيتية في 5 ديسمبر/كانون
الأول من عام 1936.
وخلال عهد نيكيتا خروتشوف، ازداد دور كازاخستان داخل الاتحاد
السوفيتي بشكل كبير.
فقد فتح برنامج الأراضي العذراء، الذي تم إطلاقه في عام 1953، تلك
الأراضي العشبية الشاسعة في شمال كازاخستان أمام زراعة القمح من قبل المستوطنين
السلافيين، وهو برنامج أدى على مدار عدة عقود إلى كارثة بيئية.
كما زادت أهمية كازاخستان في الفترة السوفيتية حيث بات هناك مركز
الإطلاق الفضائي السوفيتي الرئيسي، كما أصبحت أيضا مستودعا لجزء كبير من الأسلحة
النووية السوفيتية، ومركزا للمواقع المرتبطة بالتجارب النووية.
وقد سيطر دين محمد كوناييف، السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكازاخي
بين عامي 1959 و 1986، على السياسة الكازاخية لنحو ربع قرن.
وقد أثبت كوناييف، وهو الكازاخي الوحيد الذي أصبح عضوا في المكتب
السياسي السوفيتي، أنه سياسي بارع حيث أن الكازاخيين يشكلون أقلية بين السكان،
لذلك اهتم بنفس القدر باحتياجات كل من الروس والكازاخيين.
وتسببت إقالته في عام 1986 من قبل الزعيم السوفيتي،ميخائيل
غورباتشوف في أول أعمال شغب خطيرة في الثمانينيات في الاتحاد السوفيتي.
استقلال كازاخستان
وقد أعلنت كازاخستان سيادتها في 25 أكتوبر/تشرين الأول من عام
1990، واستقلالها الكامل في 16 ديسمبر/كانون الأول من عام 1991.
وتحت رئاسة نور سلطان نزارباييف، استمرت السياسة الكازاخية في
اتباع الخط المعتدل لكوناييف.
وكانت قيادة نزارباييف مقيدة في البداية، لكن مع مرور الوقت باتت
سلطوية بشكل متزايد.
وفي عام 1994 قررت الحكومة نقل العاصمة الوطنية تدريجيا من ألماتي،
الواقعة في جنوب شرق البلاد، إلى أكمولا، الواقعة في الشمال الأوسط في السنوات
التالية.
وتم نقل العاصمة رسميا في عام 1997، وفي مايو/آيار من عام 1998 تم
تغيير اسم المدينة إلى أستانة.
وفي بداية القرن الحادي والعشرين، كان التحول السريع للعاصمة من
خلال طفرة إنشائية بقيادة نزار باييف وغذتها إلى حد كبير عائدات النفط المتزايدة
في البلاد.
مقتل العشرات في حملة قمع الاحتجاجات في كازاخستان
وأُعيد انتخاب نزار باييف للرئاسة في عام 1999 ومرة أخرى في عام
2005.
وخلال فترة حكمه، مررت المعارضة حزمة إصلاحات تضمنت تقليص مدة
الرئاسة وتوسيع السلطة البرلمانية في عام 2007، إلا أنه تم تمرير تعديل دستوري إلى
جانبها جعل نزار باييف مستثنى شخصيا من الحد القياسي لفترتين للرئاسة.
وقد وافق البرلمان الكازاخي في عام 2010 على خطط لإجراء استفتاء
عام 2011 من شأنه إلغاء الجولتين التاليتين من الانتخابات الرئاسية مما يمدد فعليا
فترة ولاية نزارباييف حتى عام 2020 على الأقل.
ومع ذلك، رفضت المحكمة الدستورية في كازاخستان ذلك الاستفتاء في
يناير/كانون الثاني من عام 2011.
وقبل نزار باييف حكم المحكمة ودعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
وفي أبريل/نيسان من عام 2011، تم انتخاب نزار باييف لولاية أخرى
حيث فاز بأكثر من 95 في المئة من الأصوات.
و ذكر تقرير لاحق صادر عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
أن القيود المفروضة على النشاط السياسي في كازاخستان وغياب مرشح معارضة قوي
للرئاسة قد ترك الناخبين دون خيار في الانتخابات.
وحدث تحد نادر لسلطة الحكومة في مايو/آيار من عام 2011 عندما أضرب
عمال النفط في بلدة جانوزين بسبب الأجور وظروف العمل، واحتلوا ساحة البلدة.
واستمر الإضراب حتى فتحت الشرطة النار خلال أعمال شغب في 16 ديسمبر
/ كانون الأول من ذلك العام مما أسفر عن مقتل 17 شخصا وإصابة العشرات.
وقد أدى الحادث إلى حملة قمع أوسع للمعارضة أدت إلى سجن عدد من
النشطاء.
وأُجريت الانتخابات الرئاسية التالية في أبريل/نيسان من عام 2015
حيث فاز نزارباييف بما يقرب من 98 بالمئة من الأصوات.
وفي سبتمبر/أيلول من ذلك العام عين ابنته، داريغا نزارباييفا،
نائبة لرئيس الوزراء.
وفي سبتمبر/أيلول من عام 2016، أي بعد سنة، عيّنها في مجلس الشيوخ
مما زاد من التكهنات بأنه يجري إعدادها لتولي منصب الرئاسة.
وأشارت أحداث أخرى إلى أن نزار باييف كان يعد المسرح لانتقال سلس
للسلطة مع اقتراب فترة ولايته من نهايتها.
وفي عام 2017، قدم مجموعة من التعديلات الدستورية التي من شأنها أن
تمنح المزيد من الصلاحيات للبرلمان ومجلس الوزراء.
وفي فبراير/شباط من عام 2019، أقال الحكومة وعين رئيسا جديدا
للوزراء لتنفيذ برنامج لتحسين مستويات المعيشة.
واعتقد العديد من المراقبين أن هذه الخطوة استهدفت تمهيد الطريق
لحملة انتخابية قادمة.
واستقال نزار باييف من الرئاسة في 19 مارس/آذار من عام 2019، قائلا
إنه يريد تسهيل صعود جيل جديد لقيادة الأمة.
وعلى الرغم من ذلك، احتفظ بالعديد من المناصب الرئيسية في صنع
القرار في السنوات التي تلت ذلك.
وكان من المقرر أن يعمل قاسم توقاييف، رئيس مجلس الشيوخ آنذاك،
كرئيس بالنيابة لما تبقى من المدة، كما كان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في
أوائل عام 2020، ولكن تم تقديمها إلى يونيو/حزيران من عام 2019.
و في 20 مارس/آذار من عام 2019، وهو أول يوم له في منصبه، قام
توقاييف بتغيير اسم العاصمة من أستانة إلى نور سلطان تكريما لنزار باييف، وقام
بترقية ابنة نزارباييف داريغا إلى منصب رئيس مجلس الشيوخ، مما جعلها الأولى في
سلسلة الخلافة عند يصبح منصب الرئاسة خاليا.
وعندما جاءت الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران من عام 2019 ، تم
انتخاب توقاييف للرئاسة بأغلبية ساحقة.
وفي وقت مبكر من رئاسته، حاول إجراء إصلاحات تهدف إلى تحرير
كازاخستان من خلال تخفيف القيود المفروضة على الاحتجاجات والمعارضة السياسية.
ومع ذلك ، استمر اعتقال المتظاهرين، وكانت الانتخابات البرلمانية
لعام 2021، التي قاطعتها المعارضة، هي أول انتخابات في كازاخستان لم تشارك فيها
أحزاب المعارضة.
وفي بداية عام 2022 ، أنهت الحكومة الحدود القصوى لأسعار غاز
البترول المسال كجزء من خطة جارية لتحرير سوق الطاقة وإنهاء نقص الوقود.
وقد جاءت هذه الخطوة بنتائج عكسية حيث تضاعف سعر غاز البترول
المسال، واندلعت الاحتجاجات في جانوزين في 2 يناير/كانون الثاني الجاري، وانتشرت
بسرعة في جميع أنحاء البلاد.
وقد اقتحم المتظاهرون المباني الحكومية في ألماتي، وأضرموا فيها
النيران.
على الرغم من إعادة تحديد سقف الأسعار واستقالة رئيس الوزراء، طالب
المتظاهرون بتغييرات أوسع، مشيرين إلى الافتقار للتمثيل الديمقراطي في عمليات صنع
القرارات الحكومية، هو السبب الأساسي لشكواهم.
وقد تم نشر قوات من منظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان في 6
يناير/كانون الثاني الجاري للرد على الاضطرابات، وهي المرة الأولى التي يُطلب فيها
من التحالف العسكري بقيادة روسيا التدخل في دولة عضو.
وعلى الرغم من بعض فترات التوتر، ظلت علاقات كازاخستان مع روسيا في
السنوات التي تلت الاستقلال وثيقة واتسمت بالشراكات الاقتصادية ومعاهدات الوفاق
والتعاون في مسائل الأمن والاستخبارات.
وبالنظر إلى العوامل الديموغرافية والثقافية، مازالت اللغة الروسية
لغة رسمية.
كما تحافظ كازاخستان أيضا على علاقة مهمة مع الصين التي حلت معها
قضايا ترسيم الحدود العالقة في عام 1999.
أهم المحطات في تاريخ كازاخستان
بين القرنين الأول والثامن: قامت القبائل المغولية والمتحدثة
بالتركية بغزو ما يعرف الآن بكازاخستان وآسيا الوسطى والاستقرار فيها.
القرن الثامن: وصل العرب إلى هذه المنطقة، ومعهم الإسلام.
بين عامي 1219 و1224: قامت قبائل المغول بقيادة جنكيز خان بغزو
كازاخستان وآسيا الوسطى. وفي وقت لاحق تم استيعابهم من قبل القبائل التركية التي
تشكل الأغلبية في إمبراطوريتهم.
أواخر القرن الخامس عشر: مع تشكيل الخانات الكازاخستانية، ظهر
الكازاخ كمجموعة عرقية متميزة.
أوائل القرن السابع عشر: انقسم الكازاخ إلى 3 اتحادات قبلية.
1731 - 1742 : انضم الخانات تباعا إلى روسيا في سعيهم للحماية من
الغزوات من الشرق من قبل المغول.
1822-1868 : على الرغم من الانتفاضات العديدة، احتفظت روسيا
القيصرية بالسيطرة على المنطقة، وألغت الخانات.
1868-1916 : تم جلب آلاف المزارعين الروس والأوكرانيين للاستيطان
في أراضي كازاخستان.
1920: أصبحت جمهورية ذات حكم ذاتي تابعة لاتحاد الجمهوريات
الاشتراكية السوفيتية. وكانت حتى عام 1925 تسمى جمهورية قيرغيزستان المتمتعة
بالحكم الذاتي.
أواخر عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي: أدت عمليات التصنيع
المكثف والعمل الجماعي في الزراعة لمصرع أكثر من مليون شخص من الجوع نتيجة حملة
توطين البدو الكازاخيين وتنظيم الزراعة.
1936:أصبحت كازاخستان جمهورية اتحادية كاملة داخل اتحاد الجمهوريات
الاشتراكية السوفيتية.
أربعينيات القرن العشرين: مئات الآلاف من الكوريين وتتار القرم
والألمان وغيرهم هاجروا قسرا إلى كازاخستان.
1949 : تم إجراء أول اختبار نووي في ساحة التجارب النووية في
سيميبالاتينسك في شرق كازاخستان.
1954-1962 : انتقل حوالي مليوني شخص معظمهم من الروس إلى كازاخستان
خلال حملة تطوير الأراضي البكر التي أطلقها الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، وانخفاض
نسبة الكازاخ في الجمهوريةإلى 30 في المئة.
1961 :أُطلقت أول مركبة فضائية من موقع الإطلاق الفضائي بايكونور
في وسط كازاخستان.
1986 : شارك حوالي 3000 شخص في الاحتجاجات في ألماتي بعد أن قام
الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف بتعيين جينادي كولبين، وهو من أصل روسي، رئيسا
للحزب الشيوعي الكازاخستاني ليحل محل دين محمد كوناييف ، وهو من الكازاخ.
ديسمبر 1991: نور سلطان نزارباييف يفوز في الانتخابات الرئاسية دون
منازع. وكازاخستان تعلن استقلالها عن الاتحاد السوفيتي وتنضم إلى كومنولث الدول
المستقلة.
1995 : وقعت كازاخستان اتفاقية تعاون اقتصادي وعسكري مع روسيا. وتم
تمديد ولاية الرئيس نزارباييف حتى ديسمبر 2000 واعتماد دستور جديد في استفتاء وطني.
1997 : إبرام اتفاقيات النفط الرئيسية مع الصين. وتم نقل العاصمة
الكازاخستانية من ألماتي في الجنوب إلى أكمولا (تسيلينوغراد سابقا) في الشمال.
1998 : تم تغيير اسم العاصمة الجديدة إلى أستانة. وتم تعديل
الدستور بمد فترة ولاية الرئيس من خمس إلى سبع سنوات وإلغاء الحد الأقصى لسن
الرئيس.
1999 :أعيد انتخاب نور سلطان نزارباييف رئيسا. وفشل مؤامرة
الانفصال التي قام بها الروس في شمال شرق كازاخستان.
مايو 2007 : البرلمان يصوت للسماح للرئيس نزارباييف بالبقاء في
منصبه لعدد غير محدود من الفترات.
مايو 2010 : البرلمان يوافق على مشروع قانون يمنح الرئيس نزارباييف
المزيد من الصلاحيات ، ويمنحه لقب "زعيم الأمة" وحصانة من الملاحقة
القضائية.
أبريل 2011: إعادة انتخاب الرئيس نزارباييف في اقتراع قاطعته
المعارضة.
أبريل 2015: إعادة انتخاب الرئيس نزارباييف بنسبة 97.7 في المئة من
الأصوات. ولم تتقدم أحزاب المعارضة بأي مرشح، وكان يُنظر إلى المتنافسين الآخرين
على نطاق واسع على أنهما مواليان للحكومة.
مارس 2019: الرئيس نزارباييف يعلن استقالته.
أبريل 2019:الرئيس قاسم توكاييف، الرئيس السابق لمجلس الشيوخ ،
يعلن عن انتخابات رئاسية مبكرة في 9 يونيو.
المصدر : بي بي سي عربية
0 تعليقات