علي الأصولي
المعروف الشيعي الإمامي ان السيدة الزهراء (عليها السلام). تعتبر
من مظاهر الرحمة الإلهية.
ولكن إذا مشينا خطوة تحقيقية للأمام سوف نجد حديثا مرويا عند
العامة - الحاكم النيسابوري - في المستدرك ج٣ –
يروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قوله وهو يخاطب
فاطمة (عليها السلام).- إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك -
ومعلوم بأن الرضا من الصفات الفعلية لله تعالى. وانعكاس الصفة في
الخارج عن طريق ظهورها في عالم المادة بتمامه وكماله ولا ظهور إلا عن طريق فاطمة (عليها
السلام). كما هو نص الحديث. بالتالي توقف رضا الخالق على إرضاء المخلوق (فاطمة).
وغضبه على غضبها.
وعليه فالتجلي ليس في مظهرية الرحمة فقط بل ذاتها أيضا في طول عمود
الزمان. فهذا الكليني يروي في - ج8 ص109 ح87 - بسنده عن علي بن أبي حمزة، أنه
استأذن من الإمام الكاظم أن ينقل عنه حديثا عن جده الإمام الباقر (عليه السلام)
فقال: أنه إذا كان وعك (أي أصابه الحمى) استعان بالماء البارد، فيكون له ثوبان:
ثوب في الماء البارد، وثوب على جسده، يراوح بينهما، ثم ينادي حتى يسمع صوته على
باب الدار: يا فاطمة بنت محمد، فقال الإمام الكاظم (عليه السلام): صدقت. انتهى"
نعم " الاحتفال في مولد الصديقة الطاهرة لا يلحظ شخصها
التاريخي فحسب بل يلحظ عنوانها وولادة الرحمة التامة والكاملة في نظام سلم التكامل
الذي نشأ وظهر منذ البعثة لحد كتابة هذه السطور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
0 تعليقات