شيطان المذهب وعدم ضبط الحركة ..

 

 

 

علي الأصولي

 

روى الكشي بإسناده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام). قول - سمعت أبي يقول: إن شيطانا يقال له (المذهب) يأتي في كل صورة، إلا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي .. الخ - الكشي ص 274 -

حاول نزيل مدينة الضباب توظيف هذا النص بدون الإشارة لحركة لفظ (المذهب). وربط النص بالطائفيين من رجال الدين.

 

ومن باب الصدفة شاهدت احد البرامج السلفية وهو في صدد عرض مادة الحلقة ومفادها عن العلاقة الطيبة بين الأوائل من الصحابة وآل البيت(عليهم السلام). حتى اتصل احدهم وعلى ما يبدو لي من العراق كما هي لهجته ومن جماعة معروفة. اتصل ودخل في خط التمجيد السمج مع محاولات الإساءة للطائفة ورجالها.

 

وعندما استبشر المقدم خيرا بالمتصل سأله إذا كان كلامك فيه هذا الإنصاف فلم لا تترك مذهب التشيع؟

 

فرد عليه المتصل " انا على دين الله وآل البيت والصحابة. (والمذهب). عندنا شيطان..

 

والغريب بأن هذا المقلد - المتصل - أخذ معلومة شيطان (المذهب). نصا من رمزه الذي - رمزه - بدوره هاجم شيطان (المذهب). بناءا على الرواية أعلاه كما في احد محاضراته بدون ان يحرك لفظة ( المذهب). فحسبها كما هو صاحبنا المتصل وكما دلس بها من قبع مدينة الضباب. حسبوها انها تعني عقيدة الفرد وما يذهب إليه.

بيد ان هؤلاء تورطوا بقصور او تقصير وعدم فهم اللغة والمصطلح والحركات التي تغيير وتتكفل بتغيبر أصل المعنى مع إبقاء المادة - مادة - اللفظ.

 

ولبيان ذلك"

 

المذهب - بفتح الميم والهاء - تعني المعتقد ..

 

المذهب - ضم الميم وفتح الهاء - وهي تعني الوسوسة كما أفاد الازهري. أنتهى"

 

بلى" لو كان الخصم من أهل التحقيق لما تورط بمثل هذه الفاجعة العلمية والتي يلوكها - الفسابكة - ممن اخذوا دينهم من افواه الرجال بمعزل عن الكتاب والسنة. نعم" ان شيطان المذهب - بضم الميم وفتح الهاء - هو الموسوس الذي يتمثل بالصور ما عدا صور الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام). ولا علاقة بين الشيطان والمذهب بمبادئه ومعتقداته وأهدافه وفضائله وأخلاقه وإلى الله تصير الأمور ..