آخر الأخبار

قمة الاتحاد الإفريقي " 33" فى أديس أبابا: قمة شهدت انتهاك" مبادئ وقوانين الاتحاد الإفريقي".

 

 

 


 

 

 

عبد القادر الحيمى

القضاريف

 

تحايل موسى فكى محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لإدراج إسرائيل عضو مراقب وأحبطته الجزائر

 

لماذا تغيب أهم خمسة رؤوساء أفارقة من حضور القمة.

 

القضارف :

 

اتصل بى العديدين من الأصدقاء والناشطين من داخل وخارج السودان عن تجاهلى لقمة الاتحاد الافريقي الأخيرة والتى عقدت فى أديس أبابا فى السادس من فبراير الجارى.

 

فى الواقع كنت متابعها لحظة بلحظة وما دار فيها من تكتلات الدول الإفريقية والمناورات التى جرت وطغت على أجندتها. فقط كنت استوثق من المعلومات التى تحصلت عليها من عدة مصادر أفريقية الخ.

 

أصدق وصف لتلك القمة هى قمة " الفضائح" نسبة لما جرى فيها وعلى أروقتها.

 

القمة أصلا كانت "مرحلة" من القمة السابقة ، اى لم تتخذ فيها أية قرارات جديدة كما يحدث فى كل قمة .

 

من البدء ومنذ أشهر سابقة طالب الرئيس الكيني " اوهارا كينياتا" بالإضافة إلى عدة رؤساء أفارقة آخرين بتحويل القمة إلى دولة أخرى لان ظروف الحرب الأهلية فى إثيوبيا بسبب انعدام الأمن وانفراطه يحول دون عقدها فى أديس أبابا ، إلا أن آبي احمد كان مصرا على انعقادها فى عاصمة بلاده لتدعم أجندته الداخلية. لذلك كان أحد أسباب وقف إطلاق النار الأخير هو تهيئة الأجواء لانعقاد القمة الأفريقية.

 

شهدت القمة انتهاك صريح لقوانين ومبادئ ولوائح الاتحاد الإفريقي.

 

أقدم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي "موسي فكي محمد" وفى تحايل مفضوح وانتهاك صريح لقوانين ومبادئ ولوائح الاتحاد الإفريقي والتى تأسس عليها ، بأن قام بالموافقة وفى تصرف فردي بإدراج إسرائيل عضو مراقب ليضع بذلك الأعضاء أمام أمر واقع.

 

تنص لوائح الاتحاد الافريقي على تصويت الأعضاء فى قبول إسرائيل عضو مراقب وهو مالم يحدث، فنشا انقساما حادا بين دول الاتحاد الإفريقي لانه تم تخصيص مقعد مراقب لإسرائيل دون الرجوع إلى لوائح الاتحاد ، فتصدى وزير خارجية الجزائر " رمضان العمامرة" ورئيس جنوب افريقيا " سيريل رامافوزا"

وهما يمثلون كتلة التيار الإفريقي المعارض منح مقعد مراقب لإسرائيل ونجحوا فى إفشال القرار ووأده.

 

لماذا تغيب أبرز خمسة رؤوساء من حضور القمة:

 

تغيب قادة افارقة مؤثرين من القمة وعادة حضورهم وثقلهم يعطى اية قمة يشاركوا فيها زخم وأهمية فتغيب عن القمة :

 

الرئيس اليوغندى "يوري موسيفينى" الرئيس "السيسى" رئيس راوندة " بول كاقاما" رئيسة تنزانيا السيدة " سامية حسن" هذه الدول حسب تقسيم التكتلات الإفريقية تمثل دول وسط وشرق إفريقيا وهى دول مؤثرة بها أهم القادة الأفارقة. كذلك لم يحضر السودان لتجميد عضويته بالاتحاد .

 

أيضا لم يحضر رئيس دولة تشاد الضابط الشاب " محمد ديبي" وهو أن حضر كانت ستحدث فضيحة كبيرة للاتحاد الإفريقي كما سنرى فى الأسطر التالية .

 

لم يحضر الرئيس السيسى القمة بفعل التوترات السياسية بين بلاده وإثيوبيا الناتجة عن قضية سد النهضة وفضل الذهاب إلى الصين فى نفس توقيت انعقاد القمة كما يتشارك السيسى مع الرؤساء الآخرين الذين تغيبوا فى عدم أهمية القمة لأنها أساسا عقدت بضغوط إثيوبية لتلميع ابى احمد دوليا بأن بلاده تنعم بالاستقرار.

 

مثل مصر فى القمة وزير الخارجية " سامح شكرى" وكان فى استقباله بمطار " بولى" باديس أبابا مدير مكتب وزير الخارجية الاثيوبى فى سابقة لانتهاك الأعراف الدبلوماسية إذ جرى التقليد أن يتم الاستقبال عبر وزير خارجية الدولة المستضيفة أو وزير آخر ، وهى حادثة تعبر عن مدى سوء علاقات مصر وإثيوبيا .

 

مصر قامت ولعبت دورا كبيرا فى تأسيس وقيام منظمة الوحدة الإفريقية فى الستينات بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر والذى أصر أن تكون أديس أبابا هى المقر الدائم لمنظمة الوحدة الإفريقية وكان بإمكانه بكل سهولة وقتها أن يجعل القاهرة أو أية عاصمة أفريقية بإشارة من أصبعه لتكون عاصمة لمنظمة الوحدة الإفريقية ،لكنه أراد أن يكرم الإمبراطور هيلاسلاسى لتكون عاصمته مقرا لمنظمة الوحدة الإفريقية تدليلا على حسن النوايا ولكى لا تنتهك إثيوبيا التي بها منابع النيل ولعدم انتهاك الاتفاقيات بين مصر وإثيوبيا والسودان.

 

كان لمصر عبد الناصر دور رائد فى افريقيا ككل وكان يدعم حركات التحرر الإفريقية كافة وقدمت مصر وقتها الكثير من المساعدات لإثيوبيا فى كافة المجالات . قابلت الطغمة الحاكمة الحالية التى تدير إثيوبيا بعقلية " الشفتة" مصر والسودان بالتعنت فى مفاوضات سد النهضة بعزم إثيوبيا إنقاص حصة السودان ومصر وهذه خطوط حمراء البلدين تعطيهما الحق فى اتخاذ اية خطوات حاسمة بإيقاف المياه عن دولتى المصب التى تمثل شريان الحياة لشعوبهما.

 

تتطرق الرؤساء الأفارقة فى خطبهما فى القمة فقط عن كورونا وإدانة الانقلابات العسكرية للحفاظ على أنظمتهم فجمد الاتحاد الإفريقي عضوية السودان ( بضغوط مشددة من إثيوبيا ) بالإضافة إلى بوركينا فاسو ، غينيا ، مالى. بحجة انه تمت انقلابات فى تلك البلدان وتم تعطيل الدستور فيها .

 

رغم ان القرارات التى أصدرها البرهان لم تلغ دستور الفترة الانتقالية ( الوثيقة الدستورية ) ولايزال المجلس العسكري يعترف به . ومع أن الفريق البرهان لم يقم بانقلاب على الدستور ، إلا أنه تمت تجميد عضوية السودان فى الاتحاد الإفريقي لكن تجميد عضوية السودان تكشف عن انحياز موسى فكى إلى جانب إثيوبيا ضد السودان ومصر. رغم ان السودان تاريخيا ساهم منذ تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية إذ شهدت تلك الفترة وطوال عضوية السودان حضور سودانى رفيع فى كافة المحافل الإفريقية ودبلوماسية مميزة .

 

تغيب رئيس دولة تشاد الضابط الشاب " محمد ديبي" من حضور القمة وكان سيسبب حرجا كبيرا لإثيوبيا وكان سيؤدى لانسحاب العديد من الدول الأعضاء من القمة.

 

اعتبرت العديد من الدول الافريقية والامم المتحدة والمنظمات الدولية أن ما قام به محمد ديبي بعد اغتيال والده وتكوينه لمجلس عسكرى هو انقلاب على الدستور، ومع ذلك لم يجمد الاتحاد الافريقي عضوية تشاد اكراما لعيون موسى فكى محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي " التشادى الجنسية".

 

حدثت نكسة لإثيوبيا في فشلها فى الحصول على عضوية فى مجلس الأمن والسلم الإفريقي والذى يتكون من 15 عضوا بالانتخاب المباشر .

 

القمة انتهت وكانت عبارة عن مظاهرة فى أديس أبابا فيما تشتعل اثيوبيا بالصراعات بين مختلف القوميات الاثنية والتفاف آبي احمد على إدارة حوار وطنى شامل لتسوية سياسية لذلك كل المؤشرات تؤكد عودة الاطراف المتصارعة إلى استئناف القتال قريبا وعندها لن تتوقف هذه الحرب إلا بانهزام طرف فيما يتجه الاورومو والتقراى بقوة إلى الانفصال.

 

لكن الجيش الفيدرالى هل سيشارك فى القتال.

 

صورة : موسي فكى محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي

 

إرسال تعليق

0 تعليقات