علي الأصولي :
الأصل في الإنسان - علمه ومعارفه - أما الجهل او النسيان على اختلاف
بين أهل الحكمة. فمنهم من يرى أن الإنسان عندما يولد لا يعلم شيئا ومستندهم قوله
تعالى {"وَاللَّهُ أَخرَجَكُم مِن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُم لَا تَعلَمُونَ
شَيئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصَارَ وَالأَفئِدةَ لَعَلَّكُم
تَشكُرُونَ"}.
ومنهم من يرى ان الإنسان لديه علم مسبق ومحمل بمعارف قبلية من تلك
العوالم - الذر - أنموذجا - غاية ما في الأمر عندما يولد ويتعلق بعالم المادة ينسى
تلك معارفه القبلية. ولذا أشار الشيخ الرئيس في - عينيته - الى هذا الأمر في محله.
وكيف كان" غاية الفرد هو الحصول على المعرفة - بصرف النظر - عن مبانيهم -
الجهل المسبق والتعلم اللاحق - او - العلم المسبق والتذكر اللاحق أي بعد زوال
الغفلة - فالسلوك طريق مقدمي عندهم مفضي للمعرفة التي هي - العرفان - أو الحكمة -
بتعبيراتهم –
وبالجملة" كل عارف هو سالك وليس كل سالك هو عارف وبحسب تعبير
المناطقة - بينهما عموم وخصوص مطلق - بالتالي لا حجية لأقوال العرفاء وعلى مختلف
مشاربهم كونها تجارب ذاتية شخصية تختلف من فرد لآخر بحسب استحقاقه على ما يعبرون
او وعائه حسب التعبيرات الأخرى. ولو كانت لأقولهم حجية لشهدنا نصا معصوميا قرآنيا
او حديثيا روائيا يقر لهم بالحجية بخلاف النصوص الشرعية المعصومية التي أخذت فيه
قيود (الناظر في الحلال والحرام) و (العارف بالأحكام) وغيرها من المضامين المبثوثة
في مظانها ..
0 تعليقات