علي الأصولي
كان وما زال عامة المكلفين يسألون ويتسألون عن مفهوم الأعلم من جهة
ومصداقه من جهة أخرى. نتيجة تربية ركزها فقهاء الأجيال السابقة وعمقها المرحوم
الشهيد الصدر الثاني - أعلى الله مقامه - وبصرف النظر عن كل ما قيل ويقال عن مسألة
الأعلم مفهوما وتشخيصا. والمشاكل التي تصاحب البحث والتعسر والحرج ناهيك عن
الماكنة الإعلامية التي تروج لهذا الفقيه أو ذاك.
أقول" بصرف النظر عن كل ذلك ليت المكلف أن يخرج من هذه
الدوائر التي لا طائل منها في ظل جمع من الدعوات. وأن يحاول التركيز جاهدا على قيد
وضعه الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام). كما في رواية أو معتبرة علي بن
المسيب ونصها. قلت: للرضا (عليه السلام) شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت فممن
آخذ معالم ديني. قال (عليه السلام). من زكريا بن آدم القمي فإنه المأمون على الدين
والدنيا.
وكما تلاحظ التنبيه على الأمانة - الدينية والدنيوية - وعدم
الاكتفاء بأمانة الدين - كالفتيا والحفاظ على التراث وعلى التراتبية الدينية
والشعائرية ونحو ذلك - بل شمل التوجيه والتنبيه على ضرورة أمانة الدنيا الملازمة
بمعرفة الشؤون الدنيوية وسياسات الواقع والاهتمام بالأفراد وعدم تفويت مصالحهم
ومصالح أجيالهم. كون الحفاظ على الأمانة فرع معرفتها برتبة سابقة.
ويمكن فهم التوجيه المعصومي أيضا على إمكانية إيجاد فقهاء محليين
في المدن والمناطق والمحافظات والأقاليم بعد الأخذ بنظر الاعتبار الفقاهة اللازمة
والمحافظة على دين الناس ودنياهم وعدم خوض المغامرات التي لا طائل منها بحال من
الأحوال ..
0 تعليقات