عز الدين البغدادي
أمس أثار لقاء خميس الخنجر رئيس تحالف السيادة مع زعيم التيار
الصدري السيد مقتدى الصدر انتقادات واسعة، وقد ذكّر كثيرون بأن الخنجر إرهابي دعم
داعش، وأن اللقاء به يمثل خطأ كبيرا وطعنة لتضحيات الشهداء.. والمثير للاستغراب ان
من آثار هذه المسالة هم أنصار الخط الولائي وهم حلفاء الخنجر منذ فترة غير قصيرة،
وبالتالي فإشكالهم ليس في محله وهو يرجع إليهم قبل غيرهم.
رغم انتقادي للخط الولائي الا اني لم أنتقدهم لتحالفهم السابق مع
الخنجر، فأنا وكقراءة للأشخاص اعتقد ان الخنجر أفضل من الحلبوسي واكثر مصداقية
واكثر اتزانا، واعتقد انه اكثر التصاقا بقومه وأبعد عن الطائفية وإما تصريحاته
أيام احتلال داعش للموصل وصلاح الدين وهي تصريحات مشينة فعلينا ان نتذكر بأن أهالي
الموصل أيضا رحبوا بداعش والأسباب معروفة، ليس طائفية بالتأكيد لكن كرد فعل على
أمور كانت تجري على الأرض.
الحلبوسي والخنجر صعدا بالتفاهم مع الخطأ الولائي، او بتعبير أدق
مع إيران. فالساسة السنة أدركوا بأن من يرفض التعامل مع إيران فإنه في النتيجة سوف
يقصى من العملية السياسية، ومن يقتنع بأنه لا بد أو لا بأس من العمل والتفاهم معهم
فيمكن ان ينجح ويحقق حضورا، لكن ولاءه لهم لن يكون مؤكدا، وهذا ما فشل الإيرانيون
في استيعابه.
الإيرانيون يصغون لمن يحدثهم بشكل رائع وحضاري، فالإيراني يمكن أن
يسمع منك بكل اهتمام لكنه لا يعمل إلا وفق رؤيته، ففي النهاية لا يأخذ إلا بالرأي
الذي يؤيد رأيه‼ أي تحصيل حاصل.
إيران كانت تقرأ الموقف السني دائما بشكل خاطئ، وهو ما يرجع إلى
سببين: الأول: عدم فهم السيكلوجية السنية، والثاني: عدم قدرتهم على تجاوز المنطق
الطائفي وعقده.
ومما عقد المشكلة أن الإيراني غالبا لا يقبل أي نصيحة أو توضيح
خلاف رؤيته، لأنه يعتقد بأنه عقليته أقوى وأقدر على فهم الأمور البعيدة، ولأنه لا
يريد من ينصحه أو يوضح له بل يريد من يتبع وينفذ فقط، وهو خطأ كبير جدا.
تحدثت عن إيران والسنة لأنه هذا يساعد على فهم صعود بعض الشخصيات
السنية وتمردها لاحقا، وانتقالاتها من محور الى محور بما يحقق رؤيتها السياسية أو
مصالحها الشخصية. وعندها يمكن ان نفهم بشكل اصح هل كان موقف الخنجر تعبيرا عن
ازدواجية موقف ام إن الخلل في عدم القابلية على فهم قوانين اللعب السياسي الطائفي
في العراق.
0 تعليقات