هادي جلو مرعي
تتعدد المنافذ الحدودية الجوية والبرية
والبحرية التي تربط البلاد بالعالم، وتصله به، وتجعله منفتحا على الإقتصاد
والسياحة والثقافة والمعرفة، وفهم الآخر، والتواصل معه، وتنوع مصادر الدخل القومي.
وكانت أولى معرفتي بتلك المنافذ من خلال معبر طريبيل والعبور الى المملكة الأردنية
الهاشمية التي أحب، والتي زرتها لأكثر من إحدى عشرة مرة، ثم عبرت الى إيران عن
طريق منفذ الشلامجة الذي يصل البصرة بالمحمرة التي لاتفارق ذاكرة الطفولة حين
تنبهت الى مأساة الحرب مع إيران عام 1980 وكنت أنظر الدبابات تندفع نحو الحدود،
ولاحقا ولمرة واحدة عبر منفذ زرباطية الذي ساهم في دخول المسافرين من الجانبين،
عدا عن منفذ مندلي ومنفذ المنذرية وهي منافذ شرق العراق التي غيرت الكثير من معالم
حركة الإقتصاد والتبادل التجاري ومرور المسافرين.
لاأتذكر مادفعني لزيارة مندلي في تلك
السنوات التي سبقت الحرب، وكان الطريق غير معبد، وكنا نستخدم الباص الخشبي وسيارات
( دك النجف) وبعد عام 2003 تطلع أهالي ديالى الى المعبر الذي يربط مندلي في الجانب
العراقي بسومار في الجانب الإيراني حيث ساعد فتح وتطوير هذه المعابر في نمو
المناطق التي كانت مهملة في بدرة وجصان وزرباطية ومندلي وخانقين، وفتح طرقا تجارية
جديدة، لكن كنا ومازلنا نتمنى السماح بمرور المسافرين عبر منفذ مندلي القريب الى
واسط ومركز ديالى والعاصمة بغداد، وتشير المعلومات الى عزم السلطات السماح بمرور
المسافرين عبر هذا المنفذ الذي يشهد حركة قوية، وبدأ يستقطب الراغبين في العمل،
ومنه تدخل البضائع، ويتم التبادل التجاري، وهو الأمر الذي أعاد الحياة للمناطق
التي هجرها أهلها نتيجة الحروب والأزمات والجفاف، كما إن الإجراءات المتبعة فيه
خففت الروتين، وسهلت مرور البضائع، وزادت الموارد خاصة بعد قيام رئيس الحكومة
مصطفى الكاظمي بزيارات عدة لتلك المنافذ، رافق ذلك قيام الهيئة العامة للكمارك
بتطوير إجراءاتها ومؤسساتها في بغداد والمحافظات، وتوفرت ظروف عمل ملائمة في
الفترة الأخيرة بعد التغيير الذي أحدثته الإدارة الجديدة للهيئة، والتي تمكنت من
تحقيق نجاحات متعددة على مستويات عدة في إطار مكافحة الفساد والروتين والإهمال
وهدر الموارد، وتم إضافة المزيد من الأموال الى الخزينة العامة، وتضاعفت المداخيل
المالية للدولة العراقية.
0 تعليقات