عز الدين البغدادي
عقدة الدونية هي شعور الإنسان بالنقص أو العجز العضوي أو النفسي أو
الاجتماعي بطريقة تؤثر على سلوكه. وقد استعمل مصطلح الدونية بشكل واسع منذ فترة
ليست بعيدة كأداة للتهجم على الشيعة الذين يرفضون شيعة السلطة ويتهمونهم بالفساد،
حيث يتم وصفهم بالدونية بزعم أنهم يشعرون بأنهم أقل من غيرهم وأنهم لا يقبلون ان
يكونوا حاكمين بل لا يتصورون انفسهم الا محكومين من غيرهم. بالتالي عليك أن ترضى
بالمنظومة الشيعية الحاكمة بكل فسادها وفشلها، امر غريب انك بمجرد ان تنتقد وضعا
سلبيا بل كارثيا وان تطالب بوضع افضل وخدمات وحريات فأنك تكون مصابا بالدونية..
بأي حال لا انفي وجود "الدونية" لكن أتساءل: هل يعلم هؤلاء الذين يصفون
الآخرين بالدونية بأنهم كثيرا منهم يرون انفسهم كشيعة عراقيين اقل من الشيعي غير
العراقي وانه لا يكون الا تابعا ومنفذا لنظرية غيره واجنداتهم، من المؤكد أنه سيقول
العقيدة تتجاوز القومية والحدود، وهي فعلا تتجاوزها لكن من جهة واحدة فقط. كمثال
على الدونية عند من يتهمون الناس بهذه الصفة انهم دائما وابدا يذمون المجتمع
ويتهجمون عليه ويرددون عبارات "العيب فينا" "ما حصل بسببنا"
"العرب امة همجية متخلفة" "النبي محمد ليس عربيا" ويسخر من أي
منجز حضاري لأبناء بلده وأمته، وما الى ذلك، لكنه يمجد الجهة التي يواليها بكل
تفاصيلها.
اذا كان هناك شعور بالدونية فهو بسبب الأفكار التي يشيعونها
ويعطونها بعدا دينيا من قبيل فتاوى عدم العمل في الدولة وحرمة راتب الموظف والتوجس
من الآخر من خلال فكرة المظلومية والتي يؤكدون عليها ويشيعونها وهي التي انتجت
شعورا بالضعف والخوف والانفعال والدونية عند كثير من جمهورهم.
اخيرا... الذي يعتز بنفسه وبوطنه وأمته وبإنجازاتها الحضارية ويسعى
او يدعو الى ابراز نقاط قوتها ليس عنده عقد الدونية بل عنده اعتزاز بالذات، لكنها
توجد عند من يتهجم دائما على قومه ويمدح غيرهم بحق او بباطل... والعاقل يفهم
0 تعليقات