علي الأصولي
يذكر المرجع السيد محمد محمد صادق الصدر - اعلى الله مقامه - في
بداية كتابه الأصولي الكبير - منهج الأصول- نصا من الضرورة الإعتناء به وإخراجه من
القوة الى الفعل.
وهذا النص يتلخص بمفاد - مناقشة الآراء دليل أحترامها -
ومن هنا كان لزما معرفة فلسفة مناقشة الآراء مهما كان قائلها
ومتبنيها بدون تحفظات ولا مبررات ولا هم يحزنون.
فعدم المناقشة لها مآلاتها المؤسفة بطبيعة الحال.
نقل عن الفقيه السيد موسى شبيري زنجاني. انه قال" قال لي أحد
الأصدقاء: {أنت تستشكل على السيد الخميني، وأنا أتضايق لذلك} وفي نفس الوقت لم
يلتفت إلى أن طرح ونقد آراء عالمٍ ما في الحقيقة هو اعتناءٌ بآرائه. نحنُ كلّ يومٍ
ننقد نظريات المرحوم الشيخ الأنصاري، الآخوند الخراسانيّ، والسيد الخوئي، فهل هذا
تنقيصٌ لهم أم اعتناءٌ بهم؟ إذا لم نأتِ على ذكر اسم عالِمٍ ولم ننقد رأيه، شيئاً
فشيئاً سيصبح نسياً منسيّاً.
لما رأيتُ البعضَ في الدرس ليس لديهم تحمّل لسماع نقد آراء السيد
الخميني، مع أنه كان لي عناية (اهتمام) بنظريات السيد، ولكن لأن هذه الفئة لم يكن
لديها تحمل، كنت مُجبَراً على أن لا أطرحَ آراءه» أنتهى "
نعم " جموع كبيرة تضيق ذرعا بأي مقال يتسم بكونه نقديا من
شأنه أن يتناول مسألة يتبناها ذاك الطرف او هذا او تلك الجماعة او هذه. حتى بات من
الصعب المضي قدما بعرض الأفكار ومناقشتها مناقشة علمية - بحسب ما أراها - إلا واجد
المداخلات تشرق وتغرب بل وتضج بعض الصفحات والأقلام بشن ردود فعل تخرج اصحابها من
الإلتزان النفسي الى العشوائية في الرد والدفاع. بالتالي من يجد صعوبة بتقبل
المناقشات او عدم القدرة على الرد - ردها - يمكن لهؤلاء اخذ المقالات - طولا وعرضا
- وعرضها على اصحابها ومن يوجه له النقد مباشرة بلا توسطات والدفاع على طريقة
التحكم والتمحلات ..
0 تعليقات