آخر الأخبار

دك القلاع : حجاب الحرائر والتباكي على الإماء ..

 

 


 

 

علي الأصولي

 

 

نشط ميثاق العسر في متصفحه حول إثارة ماهية التفريق بين وجوب حجاب الحرة دون الأمة. باكيا ومتباكيا على امتهان الأمة والمفروض رعاية المساواة بين النساء.

 

بيد ان الخصم خالف مبناه وضرورة الإيمان بتاريخية مطلق النصوص الشرعية - بما فيها الحجاب - والمفروض ان ينتصر للمحجبة التي امتهنت - بحسب مدعيات الحداثة - بتقييدها بالحجاب. شاكرا المشرع لرعايته للإماء!

 

وقد حاول الخصم تركيز مقولة - التفريق - بين الحرائر والإماء بلحاظ تعرف الحرة بالحجاب وبدونه تكون من صنف الإماء. وهذا التفريق ليس محل وفاق عند فقهاء أهل القبلة فقد نص عليه جماعة وخالف آخرون. وكيف كان" غفلة الخصم عن طبيعة التفريق بالحجاب فحسب اصل التفريق علة بينما هو حكمة. لكن لضعفه في علم الأصول وتفرعاته لم يميز بين علة الحكم وحكمته.

 

وبالجملة" فلسفة تشريع الحجاب هو لأجل المحافظة على أجواء العفة من الوقوع بالمنكرات من قبيل الإنتهاكات الجنسية. ولذا وجب على الحرائر نصا وفتوى. وهذا الوجوب وإن لم يشمل الإماء على أنه لا يعني عدم مشروعيته - عدم مشروعية الحجاب - وحرمته - كيف لا ومن كانت فاتنة فالحجاب واجب عليها سواء كانت حرة او أمة بلا فرق يذكر. كما نص غير واحد.

 

وقد حاول فقهاء الإسلام الإجابة عن طبيعة عدم الوجوب - عدم وجوب الحجاب على الأمة - على شكل ثلاثة اطاريح".

 

الأطروحة الأولى " عدم وجوب الحجاب كون الأمة في شغل وخدمة دائمة بحيث لا تميل إليها النفوس بالاشتهاء خلاف الحرة. وإن أمكن مناقشة هذه الأطروحة بمفاد ان تصورنا عدم نظافة الأمة او كبر سنها ونحو ذلك. فيمكن ان تكون أمة نظيفة او صغيرة ونحو ذلك مما تكون عرضة للنظر.

 

الأطروحة الثانية " إن عدم الوجوب - عدم وجوب الحجاب على الأمة بخلاف الحرة - كون الأخيرة اكثر مسؤلية من الأولى حديثة العهد بالإسلام من خلال السبي.

 

وهذه الأطروحة يمكن مناقشتها أيضا بمن كانت مخضرمة في المجتمع الإسلامي وعاشت فيه زمانا طويلا ..

 

الأطروحة الثالثة " ان أحكام الله معللة بالمصالح والمفاسد ولا يعلم العلل - علل - الأحكام - إلا الله - ومن هنا لا مناص والتعبد في مثل ما نحن فيه.

 

وأخيرا وليس آخرا المشرع لا يلحظ المساوة حتى يطالب الخصم ورعايتها بل غاية فلسفة التشريع مراعاة العدالة وبكلمة أخيرة إسقاط وجوب الحجاب على الأمة لا يعني جواز النظر اليها بريبة وشهوة فدعوى عدم وجوب الحجاب لا يعني امتهان كرامتها. ولعمري هل يوافق عقلاء الحداثة على منطق وضع الحجاب يعني امتهان الكرامة عندهم ام هو العكس كما في محافلهم. ومن هنا يظهر تهافت دعوى كون الحجاب عادة قبلية فرض على صنف من النساء دون الآخريات فليفهم ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات