علي الأصولي
كلمات اختصر فيها الإمام جعفر بن محمد الصادق - رئيس المذهب - عليه
السلام - واصفا فيها ما ينبغي ان يكون عليه شيعته.
ذكر المفضل بن عمر إجابة بعد أن سأله الإمام الصادق (عليه السلام).
عن عديد أصحابه - شيعته - في الكوفة - اذ قال" قال ابو عبد الله (عليه
السلام). مرة وأنا معه: كم أصحابك؟
فقلت" قليل.
فلما إنصرفت الى الكوفة - اي بعد رجوع المفضل من المدنية - أقبلت
علي الشيعة فمزقوني كل ممزق. يأكلون لحمي ويشتمون عرضي. حتى أن بعضهم استقبلني
فوثب في وجهي. وبعضهم قعد لي في سكك الكوفة يريد ضربي. ورموني بكل بهتان.
حتى بلغ ذلك ابو عبد الله(عليه السلام). فلما رجعت إليه في السنة
الثانية. كان أول ما استقبلني به بعد تسليمه علي. أن قال" يا مفضل ما هذا
الذي بلغني أن هؤلاء يقولون لك وفيك؟
قلت: وما علي من قولهم.
قال: أجل. ذلك عليهم. أيبغضون بؤسا لهم. إنك قلت. إن أصحابك قليل
..
لا وآلله ما هم لنا من شيعة. ولو كانوا لنا شيعة ما غضبوا من قولك
وما اشمأزوا منه. لقد وصف الله شيعتنا بغير ما هم عليه. وما شيعة جعفر إلا من كف
لسانه وعمل لخالقه. ورجا سيده وخاف الله حق خيفته.
ويحهم أفيهم من صار كالحنايا من كثرة الصلاة. او صار كالتائه من
شدة الخوف. او كالضرير من الخشوع. أو كالضني من الصيام. او كالأخرس من طول الصمت
والسكوت.
أوفيهم من قد أداب ليله من طول القيام وأداب نهاره من كثرة الصيام.
او منع نفسه لذات الدنيا ونعيمها خوفا من الله وشوقا إلينا - أهل البيت –
أنى يكون لنا شيعة وأنهم ليخاصمون عدونا فينا حتى يزيودوهم عداوة.
وأنهم ليهرون هرير الكلب ويطمعون طمع الغراب.
أما إني لولا أنني أتخوف عليهم أن اغريهم بك لأمرتك أن تدخل بيتك
وتغلق بابك. ثم لا تنظر إليهم ما بقيت.
ولكن إن جاءوك فأقبل منهم. فإن الله قد جعلهم حجة على أنفسهم.
واحتج بهم على غيرهم - تحف العقول - للحراني –
أقول " جرب أن تختلف مع اصحابك وانتظر مصير المفضل إلا ما
رحم. بالتالي لا يحتاج الخبر كثير شرح فهو من الوضوح بمكان وما عليك إلا المقارنة
بين الأمس واليوم والأفق ببابك ..
0 تعليقات