نحن لن نستسلم .. ننتصر أو نموت .. عمر المختار
الأمير شكيب أرسلان يكتب عن التعذيب فى
طرابلس
كانت الحركة الإسلامية تائهة عن كل مايحدث في طرابلس من تعذيب
وهمجية من البرابرة الايطاليين الذين ماأتوا الى هذه الأرض إلا ليؤخروها عن التقدم
والمدنية، بعكس ماكانوا يقولون ويكتبون ..
نعم ان الناس علمت بأن الحكومة ايطاليا الفاشيستية نقلت مايزيد عن
80 ألف عربي من الجبل الاخضر ووضعتهم في الصحراء (سرت) ... نزعت منهم أراضيهم بحجة
التعمير وان المعمرمين الايطاليين هم احق من أي أحد آخر، لانهم يتقنون هذا العمل
أكثر وأحسن من العرب.
إن العالم علم بأن الجيش الايطالي احتل الكفرة وواحاتها بعد قتل
السكان العزل والثوار الذين دافعوا عن وطنهم الى النهاية، وان الصحافة الايطالية
تتبجح وتنشر بأن جيشها اسر مائة امرأة وهن زوجات الشيوخ هناك.
وفي مجلتنا (الدولة العربية) وجهنا سؤالنا الى الايطاليين
الفاشستيين عن معنى هذا التبجح بأسر مائة امرأة.
مع العلم بان التقاليد والعادات العالمية وبالأخص البيئة العربية
التي تنفي اضطهاد المرأة أو النساء خصوصاً أثناء قيام الحرب.
ولكن ماكنا نعتقد أن دولة تعتبر نفسها من دول البحر الأبيض المتوسط
مهد الحضارة الأوروبية ان تصل الى هذه الدرجة من الانحراف والخروج عن جادة التمدن
والرقي. لم يسبق في تاريخ البشرية بل في تاريخ البربرية ،...
أن معاملة الجيش الايطالي الفاشيستي للنساء هي معاملة وحشية بدرجة
تتقزز منها النفوس، فهي معاملة سيئة سواء في طرابلس أو في برقة.
ان هذه الأخبار لم تكن نسيجاً من خيال أو فكرة طارئة وإنما هي
حقائق يرويها من أسعده الحظ بالنجاة من المذابح التي قام بها الجيش الايطالي
الفاشيستي.
فشرحوا لنا مايلي:
1- عندما اتجهت القوات الايطالية لاحتلال الكفرة كانت معززة
بالطائرات التي تلقي قنابلها على السكان العزل من شيوخ ونساء وأطفال وخلاف هذا
سمحوا لجنودهم ان يعبثوا بالسكان لمدة ثلاثة أيام مطلقي الأيادي في البيوت
والأسواق والمساجد وفي كل النواحي تصرفات وحشية لم تخطر على بال احد ..
نهبوا وقتلوا واحرقوا كل مامروا به ولم يتركوا أي جريمة تخطر
ببالهم إلا وارتكبوها، قتلوا العلماء والمشايخ، هتكوا حرمات البيوت وبقروا بطون
النساء وان عدد العائلات التي قضي عليها عند احتلال الكفرة يزيد عن 70 عائلة من
علية القوم، ..
وعلاوة على هذا فقد اتخذوا زاوية السنوسي (التاج) كحانة شربوا فيها
الخمر حتى ثمالة الجنون وشربوا نخب القضاء على المسلمين واحتلال طرابلس وبرقة ..
ألقوا بالمصاحف القرآنية في الاصطبلات تحت سنابك الخيل وبالكتب
العلمية اوقدوا بها النار تحت قدورهم لطهي طعامهم. وقد استشهد من الثوار في احتلال
الكفرة مايزيد عن (200) شهيد من بينهم المشايخ الآتية أسماؤهم:
● الشيخ صالح العبادية، ● الحاج سليمان بومطاوي،● الشيخ غيث
بوقنديل ،● الشيخ سليمان الشريف،● الشيخ محمد يونس،● الشيخ احمد بو اشناك وحفيده
الشيخ عمر،● الشيخ حمد الحامي ،● الشيخ عبدالسلام بوسريويل،● الشيخ محمد المسحوق
وحفيده على بن حسين ،● الشيخ محمد العربي، ●الشيخ محمد بوسجادة ● الشيخ محمد
الفايدي الجلولي ، ●الشيخ خليفة الدلال.
أما الرواية الثانية هي كيف تم احتلال الكفرة من أولئك الغاشمين
المتوحشين من مشاهدين حقيقيين لتلك الأحداث، قبل دخول الايطاليين الى الكفرة قامت
طائراتهم بقصف واحات الكفرة بقنابلهم الفتاكة فوق السكان العزل حيث قتل عدد كبير
من النساء والشيوخ والأطفال ،..
وبعد أن دخلوا الكفرة أطلقوا أيدي جنودهم لمدة ثلاثة أيام للعبث
والتخريب في الكفرة فقد أطلقوا بغالهم وخيولهم حيث دوت كل المزروعات فاستولوا على
كل المواد الغذائية وقطعان الأغنام والبقر لتموين جنودهم المحتلين دون مقابل .
وعلاوة على هذا نهبوا أثاث السكان وقسموها على إدارات الجيش الزاحف
كذلك ملابس النساء وحليها، هذا قليل من كثير زد على ذلك اعتداءاتهم على حرمات
الناس العزل دون وازع من ضمير، ..
وعندما اتجه بعض المشايخ الى قائد الحملة راجين منه اصدر أمره الى
الجنود بالكف عن هذه الاعتداءات على الناس كان مصيرهم القتل رمياً بالرصاص
باعتبارهم خونة، وبالاختصار ان الايطاليين عندما احتلوا الكفرة قاموا بأعمال وحشية
لم يسبق ان حدثت في التاريخ حتى في القرون الوسطى عهد الهمجية.
ان قضية الـ 80.000 عربي الذين نقلتهم القوات الغاشمة من أراضيهم
الخصبة في الجبل الأخضر الى مناطق جدبة صحرواية لا ماء فيها ولا كلأ، هي منطقة
(سرت) كي تموت المواشي جوعاً، وعطشاً .
أما البقية فقد استولى عليها الجنود الايطاليون وأصبحوا فقراء تدفع
لهم الحكومة الايطالية فرنكين عن كل يوم لكل شخص مهما كان عدد عائلته. أما بالنسبة
لحلي النساء وملابسها فقد نهبها الجنود الايطاليون،...
وأصبحت العائلات في هوة الفقر سواسية. وفي أثناء مرافقة هذا العدد
الضخم من رجال ونساء وأطفال، كان الجنود يسومونهم سوء العذاب وكل من يعجز عن
المسير مصيره الموت فيقتلونه ويتركونه يتخبط في دمه.
ان الرجال والشبان الذين تتراوح أعمارهم من 15 الى 40 سنة اجبروا
على الانخراط في قوات الجيش. واما الصغار الذين تتراوح أعمارهم من 14 سنة فقد
اخذوا بالقوة من أهليهم وأرسلوا الى ايطاليا بحجة تعليمهم، ولكن في الحقيقة من اجل
تنصيرهم.
وهذا ماكان يتحدث به سكان (روما) وهو تنصير الليبيين بصورة عامة
والطرابلسيين بصورة خاصة. ورغبة الايطاليين الفاشستيين هي القضاء المبرم على
العنصر الإسلامي في ليبيا، فإذا ليبيا تصير ايطالية وبجوارها مصر، سوف تتعرض الى
أكبر خطر..
وان مصر لن تسكت عن هذا الإجراء لان الايطاليين في اعتقادهم المريض
ان مصر ليست دولة عربية، وإنما هي خليط من عدة أجناس.. الأمر الذي يجعل ايطاليا
تحكم بأن تغزو مصر وتتمكن من أراضها وشعبها كما تمكنت من طرابلس .
ان الوعود المعسولة التي كانت تصرح بها السلطات الايطالية.
وتمنياتها الطيبة التي كانت تعرضها على الشعب الليبي وانها -يعني ايطاليا- ما أتت
إلا لتخلص الشعب الليبي من الاستبداد التركي.
ولأجل ان تذر الرماد في أعين الناس، أتت بإدريس وقلدته لقب الإمارة
ووعدته بالحكم الذاتي، ولكن كانت دائماً وعوداً فقط.
وهاهي ايطاليا تلغي كل شيء وتبدأ في سفك الدماء وتطرد السكان من أراضيهم
وأموالهم وأخذت أولادهم وبناتهم الى ايطاليا من أجل تعليمهم، وفي الواقع من أجل
تنصيرهم..
اني أقول على المسلمين ان يتذكروا هذه كله وان يتفهموه ..
فان هناك من يتفلسف ويتشدق بالقول بأن في أوروبا تسود العدالة
والحرية، وان الدول الأوروبية لا تتعرض للقضايا الدينية، وان السبب في سقوط
المسلمين هو التعصب الأعمى !😡
ان هذه الألفاظ وهذه المغالطات تنذر المسلمين جميعاً بأنهم إذا لم
يتحدوا ويذودوا عن حياضهم سوف يتعرضون الى القضاء ويفقدون قواتهم المسلحة وحرياتهم
السياسية، سوف يحدث لهم كما حدث لطرابلس إذا لم يحافظوا على حريتهم واستقلالهم ان
موقف ايطاليا من حضارة القرن العشرين موقف غير مشرف فقد رجعت الى معاملات القرون
الوسطى.
ان الايطاليين المتوحشين لم يتحرجوا لا كبيراً ولا صغيراً فقد
اعتدوا على الحريات اغتصبوا النساء وهتكوا الأعراض. كل هذه الأعمال من أجل اضطهاد
المسلمين وروحهم الانتقامية.
لقد زجّ الايطاليون في السجون الكثير من الأهالي ومشايخ القبائل
وقد عارضهم وندد بأعمالهم الشيخ سعد الفايدي شيخ قبيلة الفوايد فما كان منهم إلا
أن قتلوه ومعه 15 من أبناء قبيلته البعض منهم ألقي من الطائرة من علو
إن الصحفي الدانماركي الشهير (كنود هولمبوي) الذي اعتنق الإسلام
وقام بجولة سياحية أثناء هذه الفترة في ليبيا، قد شاهد بنفسه وعينيه كل التعذيب
والاضطهاد الذي يقوم به الجنود الايطاليون الفاشيست يقول:
شاهدت 20 عربياً مسلسلين .. شنقهم الجنود بأمر من ضابطهم دون
محاكمة ولم تكن هناك محكمة.. هذا المنظر البشع أثر في نفسي ولم يكن في اعتقاده ان
دول مثل ايطاليا الفاشستية وهي إحدى دول البحر الأبيض المتوسط تقوم بمثل هذه
القسوة وهذه الوحشية.
إنها جرائم سيسجلها التاريخ في صفحة سوداء ، وسيبقى وصمة عار في
جبين الدولة الايطالية على مدى الدهر والأزمان.
إن ايطاليا أرادت ان تحذو حذو فرنسا في تنصير المسلمين إبان حكمها
في المغرب فقد عملت ووزعت المبشرين في طول البلاد وعرضها وبنت العديد من المعابد
والكنائس في كل المدن والقرى لتقضي على الدين الإسلامي ...
وهكذا عملت ايطاليا فقد بنت المعابد في طرابلس وبنغازي وكل القرى
وأمرت المبشرين بأن يسعوا بكل الوسائل لتنصير العرب مهما كان الثمن.
وقد فاقت على فرنسا بطريقة أخرى فأخذت الأطفال من حجور أمهاتهم
وبعثت بهم الى ايطاليا الى تلك المعاهد المسيحية لتعليم هؤلاء الأطفال الدين
المسيحي.. وعزلهم عزلاً كلياً عن وطنهم وبيئتهم ...بحيث يشبون ويترعرعون في الجو
الفاشستي والكنيسة المسيحية.
ان سياسة ايطاليا الفاشستية هي القضاء على الدين والعقيدة وإبعاد
المسلمين عن معابدهم ومساجدهم وكم من مرة صرح موسوليني رئيس الحكومة والحزب
الفاشستي في خطاباته بعد احتلال (الكفرة) بأنه عازم على تثبيت ثلاثة ملايين من
السكان الايطاليين في الأراضي الليبية الخصبة. وقد ايد هذا الرأي الكثير من
السياسيين وأبرزها الكثير من الصحفيين على صفحات جرائدهم ومجلاتهم.
منذ أيام قرأت بالجريدة الرسمية المرسوم الملكي القاضي بمصادرة
أملاك المواطنين وأوقاف المسلمين والزوايا السنوسية وأوقافها.
وبهذه الطريقة الجهنمية عملت ايطاليا الفاشستية على تملك
الايطاليين كل الممتلكات الليبية وبالتدريج وإبعاد الليبيين من كل المجالات حتى
تصبح ليبيا خالية من كل العناصر ولا يبقى بها إلا الايطالي المسيحي الكاثوليكي.
إذ الكلام الصادر من الجنرال أو المارشال لم يكن إلا ذوداً
وبهتاناً وتضليلاً لتهدئة المسلمين ؟ حتى تستطيع السلطات الايطالية الفاشستية
تنفيذ أغراضها الاستعمارية.
وهي ان استحوذت على الملايين من هكتارات الأراضي الزراعية وغيرها
(من أين لها هذه الأراضي) فالجواب معروف. استحوذت عليها بطرد أهلها الحقيقيين
ونقلهم الى المناطق الهلاك هم ومواشيهم على السواء أمام أعين العالم المتمدن وأمام
عصبة الأمم.
وبالاختصار تبجح الايطاليون بقولهم ان طرابلس وبرقة كانتا
رومانيتين .. فلابد أن ترجعا رومانيتين كما كانتا - هذا هو هدف الفاشيست بدون تردد.
إننا لانصدق مايقولون لقد خالفوا القواعد الدولية والإنسانية، ولم
ينفذوا حرفاً واحداً من تعهداتهم الى الطرابلسيين والبرقاويين، حتى التعهدات
الكتابية والاتفاقات المبرمة بينهم وبين ادريس السنوسي، فكانت عبارة عن أكاذيب
وكسب للوقت.
نحن مقتنعون بأن كل ماكتبناه وأعلناه على الملأ أجمع ستكذبه
السلطات الفاشيستية، وستوجد لنا مضابط لكي تدحض أقوالنا ولكن كل ماكتبناه ثابت
وصحيح ومصدره من جهة عاصرت الأحداث وهي هيئة التحرير الليبية في دمشق .
فقد أثبتت الحوادث والاعتداءات بالوثائق الرسمية، وبالأخص في
احتلال الكفرة فقد ارتكب الجنود الايطاليون الفاشيست أبشع الجرائم باعتداءاتهم على
النساء وقتلهم الشيوخ والأطفال. واعتدوا على حرمات المساجد والمقدسات.
وقد ادعت ايطاليا بأن كل الأعمال العسكرية التي قامت بها ماهي إلا
تأديب لاناس أعلنوا العصيان على دولتهم، وهذه حجة واهية لايقبلها العقل ولا تقوم
بها دولة متمدنة كما تدعيه ايطاليا الفاشيستية.
وان الثوار في العرف الدولي لم يكونوا من العصاة على الدولة وإنما
هم أصحاب حق يدافعون عنه ، اغتصبه عدو دخيل.
بقي علي أن اختتم مقالي هذا الذي كتبته لا أريد منه تحريض المسلمين
على أن ينتقموا من الايطاليين الذين يعيشون معهم حاشا لله نحن لسنا من الانتقاميين
ولا في الجهل مثل الايطاليين الفاشيست وليس من شيم أخلاقنا أن نستعمل القوة على من
هو أضعف منا.
وان المسلمين لن يغيروا أبداً تراثهم الخلقي الذي ورثوه أباً عن
جد. ولكني أقترح ماهو آت:
1- جمعية الشبان المسلمين في كل بلد عليها أن تحتج على كل أساليب
الاعتداء والإجرام التي ارتكبتها ايطاليا الفاشيستية في ليبيا. وان ترسل برقية
احتجاج شديدة اللهجة الى عصبة الامم وتنشر على الصحف العالمية.
2- كل المدن والمقاطعات الإسلامية التي تتقد حماساً والدم الساخن
الذي يجري في عروقهم، عليهم أن يقدموا احتجاجاتهم الى عصبة الأمم برقياً مستعجلاً
ونشرها جميعاً على صفحات مجلاتهم وجرائدهم المحلية .
3- ان مجموعة الدول الشرقية بالقاهرة هي كذلك عليها ان تحتج وتندد
بأعمال القمع والعنف التي تقوم بها ايطاليا الفاشيستية وتقدمه الى عصبة الأمم مثل
الهيئات الأخرى.
4- كل الهيئات الإسلامية والعربية والشرقية بالقاهرة وسوريا
والعراق والعربية السعودية والهند وجاوا وغيرها لابد وان يقوموا بواجبهم نحو
القضية الليبية.
5- عقد اجتماعات شعبية في المدن الإسلامية وإلقاء الخطب الحماسية
لشرح ظلم واستبداد السلطات الايطالية الفاشيستية وهتافات بسقوط العدو الغاصب.
6- يجب على كل المسلمين أن يقاطعوا كل البضائع الايطالية والسفن
وكل الوسائل والأعمال وكل شيء يحمل اسم ايطاليا، وقطع كل العلاقات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية. وكذلك تكوين لجان شعبية خاصة بمراقبة البضائع الايطالية.
7- طبع المنشورات وكتيبات تبين فيها تصرفات ايطاليا الفاشيستية
واضطهادها للشعب الليبي، ويكون طبعها كذلك باللغة الانكليزية والفرنسية والألمانية
والايطالية ويكون توزيعها بالآلاف في اوروبا وفي كل العالم ...
ومن واجب كل مسلم ان يقوم بإلصاق هذه المنشورات في كل الشوارع
والميادين، وتوزيع الكتيبات في كل مكان من العالم. كذلك على كل مسلم أن يعلق في
بيته بعضاً من هذه المنشورات حتى لاينسى مايعانيه الشعب الليبي من اضطهاد وتعذيب.
أيها المسلمون:
لا تقولوا بأن هذا الحديث في طرابلس وليبيا فقط وإنما الليبيون
الشرفاء طعنوا في شرفهم.. في دمائهم.. في دينهم وفي أموالهم وممتلكاتهم وكذلك
سيحدث لكم أنتم مثل هذه المأساة وسيحل بكم العذاب كما حل بالليبيين الشرفاء إذا لم
تدافعوا عن أنفسكم ، إذا لم تبينوا أنفسكم أنكم أحياء.
أيها المسلمون:
في الوقت الحالي لن تستطيعوا الدفاع عن أنفسكم وبسلاحكم فقط بل
سخروا أقلامكم وكذلك باجتهادكم وبصبركم على المكائد، لتدافعوا عن كيانكم وعن ارضكم
وعن مقدساتكم وتثبتوا للعالم بأنكم شعب يعرف كيف يقاوم .
لوزان 12 ذو القعدة 7 ابريل 1931م
شكيب ارسلان
--------------
قال شكيب ارسلان ولما حررت المقالة التي نشرتها عن فجائع طرابلس
وبرقة سنة 1931م على أثر دخول الطليان الى الكفرة وارتجف لها العالم الإسلامي
غضباً وعلا الصراخ من كل جهة جاءني من الشهيد الأكبر بطل الجبل الأخضر السيد عمر
المختار هذه الرسالة :
(إنه من خادم المسلمين عمر المختار إلى المجاهد الأمير الخطير
أخينا في الله وزميلنا في سبيل الله الأمير شكيب أرسلان حفظه الله بعد السلام
الأتم والرضوان الشامل الأعم ورحمة الله وبركاته...
قد قرأنا مادبجه قلمكم السيال عن فظائع الطليان وما اقترفته الأيدي
الأثيمة من الظلم والعدوان بهذه الديار فإني وعموم إخواني المجاهدين نقدم لسامي
مقامكم خالص الشكر، وعظيم الممنونية.
كل ماذكرتموه عما اقترفته أيدي الإيطاليين هو قليل من كثير وقد
اقتصدتم واحتطتم كثيراً ولو يذكر للعالم كل مايقع من الإيطاليين لاتوجد اذن تصغي
لما يروى من استحالة وقوعه، والحقيقة والله وملائكته شهود أنه صحيح وأننا في
الدفاع عن ديننا ووطننا صامدون، وعلى الله في نصرنا متوكلون..
وقد قال الله تعالى: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين، وعليكم السلام
ورحمة الله وبركاته في 20 ذي الحجة 1349هـ)( ).
-------------------------------------------------------------------
(*1) انظر: حاضر العالم الاسلامي (2/69،70،71،72).
(*2) انظر: حاضر العالم الاسلامي (2/84).
0 تعليقات