عز الدين البغدادي
الرسالة العملية كتاب فقهي يحتوي على فتاوي وأحكام شرعية التي
يؤلفها مرجع التقليد، لتعرّف المقلّد على فتاوى مرجعه في أمور دينه، والعمل بها.
وقد شاع تدريس "الرسالة العملية" في مرحلة المقدمات منذ عقود قليلة، وهو
ما أثر سلبا على الطلبة ومستواهم العلمي وطريقة تفكيرهم وأجهضت تكوين ملكتهم
الفقهية، بينما كان الطالب يدرس كتبا مثل "المختصر النافع" للمحقق
الحلي، أو "مفاتيح الشرائع" للفيض الكاشاني، أو "تبصرة المتعلمين
في أحكام الدين" للعلامة الحلي، أو "كفاية الأحكام" للمحقق
السبزواري، وهي كتب هامة ومفيدة. ليس للغتها فقط، بل لكونها تحفز طالب العلم على
التفكير والنقد لا سيما الكتابين الأوليين، فالمختصر معروف بم فيه من ترددات
وعبارات تحفز على النقاش وبيان الأوجه المختلفة، بينما تجد في مفاتيح الشرائع
استدلالات بسيطة لكن هامة.
إن خطأ تدريس الرسالة العملية يكمن في كونها تعطي فتوى جاهزة،
فتجعل طالب العلم كسولا في تفكيره ويتعود على الفتوى الجاهزة، بل إن عقله وتفكيره
يظل على نمط محدد، فلا يستطيع تطوير تفكيره أبدا. فمهما درس وتقدم في دراسته فإنه
يبقى أسير الرسالة العملية، ولا يقدر أن يفكر تفكيرا فقهيا ناهضا.
0 تعليقات