آخر الأخبار

ففه النظر : الفقيه السبزواري ..

 

 




علي الأصولي

 

 

لازم الفقيه السبزواري درس الفقه عند الاصفهاني السيد ابو الحسن. واعكتف أصوليا عند المحقق النائيني والمحقق الاصفهاني وضياء الدين العراقي. ناهيك عن دروس التفسير التي إستفادها من العلامة البلاغي والفلسفة عند السيد العطار والسيد حسين البادكوبي. بالتالي تأثر المرحوم عبد الأعلى بمدرسة الأصفهاني ورضا الهمداني الفقيهة ومنحاهم العرفي في تتبع الآثار النصية على ما ذكر علي السبزواري نجل الفقيه السبزواري. وهذا يعني عدم بروز السمات العقلية الفلسفية - كثيرا - في بحثه الفقهي بل والأصولي.

 

ولذا وجدنا الفقيه السبزواري وفي مقدمة كتابه - تهذيب الأصول - نص على - ان الأصول مقدمة وآلة للتعرف على الفقه. وليس مطلوبا بالذات. فلا بد أن يكون البحث فيه بقدر الإحتياج إليه في ذي المقدمة لا زائد عليه. وان تكون الكيفية في الإستدلال فيه مثلها في الفقه في مراعاة السهولة. وما هو أقرب إلى الأذهان العرفية.لإبتناء الكتاب والسنة الذين هما أساس الفقه على ذلك. فالأصول من شؤون الفقه لا بد أن يلحظ خصوصياته من كل جهة - أنتهى.

 

اختار الفقيه السبزواري منهجا تهذيبيا للأصول مبتعدا عن زوائده بحسب ما يراه المهم ان الغرض يفي بالمقصود وهو إمكانية الاستنباط من الأدلة المقررة.

 

وكان للسيد السبزواري آراء خاصة في الأصول - كما في الفلسفة - لم يتبع بها احد من قبله أو من أقرانه ومعاصريه.

 

ذهب الأصوليون وصياغة قانون عام يحكم العملية التخاطبية وصولا لفهم مراد المتكلم عامة والمشرع خاصة. وهو ما يعرف بينهم ببحث الأصالات. ومنها - أصالة الظهور - او - حجية الظهور - ويمضمن هذا المبدأ معرفة الدلالة اللفظية بعيدا عن الانزلاقات بفوضى التاؤيلات. بعد إفتراض كون المتكلم قاصدا ومريدا المعنى الأقرب للفظ بعد فقد القرائن يحمل اللفظ على معناه الأقرب.

 

بتقريب آخر: أصالة الظهور واصله" هو ما إذا كان اللفظ ظاهرا في معنى خاص لا على وجه النص الذي لا يحتمل معه الخلاف. بل يحتمل إرادة خلاف الظاهر . فإن الأصل حينئذ أن يحمل الكلام على الظاهر فيه. راجع مقرراتهم في مظانهأ.

 

بينما ذهب السيد السبزواري في - تهذيب الأصول ج2 ص71 - إلى ان كل أصل من الأصول اللفظية هي بالحقيقة أصلا مستقلا بنفسه. أنتهى.

 

وبالجملة" الأصول اللفظية هي الأصول النافية لإحتمال إرادة غير المعنى الظاهر - المعجم الأصولي - للشيخ محمد صنقور -

كأصالة العموم والإطلاق والحقيقة بالمعنى الاخص ونحو ذلك وجامع الكل - أصالة الظهور او أصالة الحقيقة بالمعنى الأعم -

وكيف كان" أصالة الظهور بجامعيته هي اقرب للأمارات منها للأصول اللفظية بل حتى تسمية الأصول اللفظية تسمية تسامحية. فهي بالحقيقة أمارت عقلائية.

إرسال تعليق

0 تعليقات