عز الدين البغدادي
السياسي الناجح برأيي هو الذي يقرأ التاريخ، لا اقصد قراءة كتب
التاريخ بل استخلاص العبر ومسارات الأحداث ومآلاتها، والسياسي الناجح الذي يحسب
حسابا للمستقبل وأيضا لما سيكتبه التاريخ.
آخر من يمكن ان يستفيد من هذه الحكمة هو اللص، فاللص ابن شهوته
ورعونته اي انه ابن ساعته، فهو يسرق بغض النظر عما يقال او يمكن ان يقال عنه، ثم
يمتع بما سرقه وربما يصرفه في ليلة واحدة في ساعة في ملهى واحد بغض النظر عن كون
هذا الملهى في بغداد أو مونتي كارلو أو لاس فيغاس. اللص لا ينظر الى المستقبل ولا
يعرف ان كل طريق اعوج مصيره الى نهاية سيئة. ملك الرمادي او السيد الرئيس لا يسمح
ولو بنقد بسيط يصدر من مواطن، ولا يمكن للمواطن ان يجد حصانة اذا عبر الخط الأحمر
ولو كان كاتبا أو أديبا أو مهندسا أو عميدا في الجيش.
العميد خلدون محسن الخربيط ضابط من أهالي الرمادي انتقد أو أيد احد
المنتقدين للسياسة المتبعة حاليا في إدارة شؤون المحافظة باعتماد الأساليب
الديكتاتورية. لم يتأخر الرد فقد تم استقدامه من قبل الاستخبارات العسكرية في
بغداد بحجة التشاور أو التداول حول مسألة ما لكن بعد تأخر عودته والتواصل مع
قيادات أمنية اتضح انه محتجز بسبب منشوره‼ نعم بسبب منشوره.
الحلبوسي وغير الحلبوسي فقاعات لا يطول عمرها، وستنكشف وتفضح،
يقلدون الرئيس السابق وهم لا يملكون شيئا من كاريزما الرجل، رغم ان نهايته لوحدها
كافية لكي تردعهم عن تقليد هذا النموذج الذي أورث البلاد فسادا ودمارا.
0 تعليقات