آخر الأخبار

العالم يشتعل فماذا عسانا أن نفعل

 

 


 

محمود جابر

 

 

من المهم ان نحدد جغرافيا موقع الحرب .. والذي يقع فى شرق أوربا، وتحديدا فى دولة أوكرانيا والتى كانت قبل عقدين جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق .

 

عدد سكان أوكرانيا تقريبا 45 مليون نسمة السكان من أصول روسية يمثلون 17% من السكان، وأكثر من 30% يتحدثون الروسية كاللغة أصلية، الحدود الشرقية لأوكرانيا تحازى روسيا أما الحدود الشمالية فتقع على حدود بيلا روسيا، أما الحدود الغربية فتقع مع عدد من دول الناتو وهم بولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب، رومانيا ومولدوفا إلى الجنوب الغربي، والبحر الأسود وبحر آزوف إلى الجنوب.

 

حتي عام ٢٠١٤ كانت العلاقات بينها وبين روسيا على خير ما يكون، حتى الإطاحة بالرئيس الاوكرانى" فيكتور يانكوفيتش " عبر تآمر من حلف الناتو وهنا انقلب الأوضاع من علاقات حسنة مع روسيا الى علاقة تحالف وتآمر ضدها.

 

وما ان جاء الرئيس الحالى فولوديمير زيلينسكي " واذا به يتحالف مع الغرب ويتخذ خطوات للانضمام الى حلف الناتو والذى يعنى ان يضع الناتو ترسانته العسكرية والصاروخية على الحدود مع روسيا، مما يعنى ان تكون روسيا تحت رحمة الصواريخ الأمريكية والأوربية .

 

من هنا شعرت روسيا بحالة الخطر ان تكون اوكرانيا عدوا فى خاصرة روسيا الغربية، فما كان من روسيا الا ان قامت بدعم المعارضة الاوكرانيا ضد المؤسسة الرسمية المتآمرة مع الناتو، واستمر الصراع منذ العام 2014 والى الان خسرت الطرفين ما يقرب من 14 جندى ونزوح عدد كبير من السكان يقدر حمالى نصف مليون نسمة .

 

مع مطلع العام 2022 كانت أوكرانيا تعد جيشا يزيد عن 100 الاف مقاتل لغزو مناطق الحكم الذاتى فى اوكرانيا، وبالتالي تحركت روسيا فحشدت قوات تقترب من نفس مستوى الحشد الاوكرانى لحماية مناطق الاستقلال داخل اوكرانيا ولحماية أمنها القومى.

 

قام الغرب بدعم اوكرانيا بمزيد من القوات والاسلحة وتم حشد قوات فى دول الجوار الاوكرانى فى رومانيا ودول شرق أوربا، بعض الدول العربية رأت ان التحشيد الاوكرانى ضد روسيا يمثل خطرا على القارة الاوربية جميعا فرفضت الإجراءات الأمريكية وكان على رأس هذه الدول ألمانيا، وبناء عليه حظرت روسيا الاطراف الغربية والناتو من ان وصول اى دعم من الاسلحة طويلة المدى وهجومى يعنى اعلان حرب من جانب الناتو على روسيا، ومن هنا تحركت روسيا فى اتجاه الاراضى الاوكرانية قبل ان تصلها دفعات السلاح الهجومى.

 

رفض المانيا للتحشيد الامريكى يرجع لحاجة ألمانيا لخط غاز" نورد ستريم 2 " وهذا خط بين روسيا وألمانيا بطول ١٢٣٠ كم عبر بحر البلطيق أنفق عليه ١١ مليار دولار وهو خط يغطى كافة احتياجات ألمانيا من الغاز حيث ستقوم روسيا بضخ ٥٥ مليار متر مكعب من الغاز سنويا بجانب خط " نورد ستريم 1 " الذي يضخ لألمانيا نفس الكمية تقريبا والتي تكفي استهلاك ٢٦ مليون أسرة سنويا من احتياجاتها للطاقة ، هذا الخط تم ايقافه بعد العقوبات التى فرضتها أمريكا على روسيا بعد ضم جزيرة القرم، والتحشيد الامريكى يعنى إيقاف الخط الثانى، وهو خط عابر للحدود الرئيسية لثلاثة دول غير ألمانيا وروسيا وهم ( بلجيكا ، السويد ، فنلندا ) .

 

ومن ثم مارست أمريكا ضغوطا على ألمانيا لإرسال خوذات وأسلحة الى أوكرانيا من اجل إفساد العلاقات الألمانية الروسية .

 

فرنسا هى الأخرى تعانى من تعنت امريكى فى قيادة حلف الناتو وقد ظهر ذلك بعد صفقة الغواصات الفرنسية لاستراليا!!

 

اذا يدرك بوتين ان العلاقة بين دول الناتو وامريكا علاقة يشوبها كثير من الضيق وعدم التفاهم، وهى لحظة جد مناسبة للاقتلاع نظام الحكم فى أوكرانيا وإنهاء حالة التآمر على روسيا.

من هنا وقعت الحرب ... ولكن يبقى سؤال مهم:

 

ماذا يمكن ان تستفيد مصر من هذه الحرب؟

 

مصر من اقرب الدول الى آوربا، ومصر تمتلك رصيدا كبيرا من الغاز ما يمكن ان يكون بديلا للغاز الروسى ..

 

بعد ان تم اغلاق ممر البسفور فى وجه الكثير من السفن واستخدامه من قبل الناتو وتركيا كأداة عقابية وعسكرية، هنا ستعود قناة السويس لوضعها الذى لا ينافسها فيه احد، ويقضى على حلم بعض دول الاقليم فى اجاد طرق بحرية وتجارية تستطيع من خلالها الغاء دور قناة السويس.

 

فالحرب الروسية الغربية لن تطفىء نارها فى القريب العاجل، ولهذا نحتاج لتدبير موارد ومناطق نفوذ فى العالم عبر استخدام الموارد المصرية والجغرافيا المصرية من اجل حماية المصالح المصرية وابعاد مصر عن شبح التراجع الاقتصادى الذى يعانى منه العالم اجمع نتيجة مناخات هذه الحرب التى لا يعلم مداها الا الله .

إرسال تعليق

0 تعليقات