عز الدين البغدادي
الشيخ علي الكوراني شخصية لبنانية جدلية معروفة، وهو صاحب نظرية
"ان أفضل حاكم حكم العراق منذ الإمام علي (ع) هو عادل عبد المهدي" وقد
وجه سماحته رسالة يطالب فيها النواب المستقلين خصوصا بعدم المشاركة غدا في عقد
الجلسة، والرسالة ليس فيها تدخل من رجل دين عليه مؤاخذات كثيرة جدا جدا في شأن
عراقي خاص فقط، بل هي أيضا تعبر عن خطاب مأزوم معرفيا ونفسيا لا يريد ان يتطور،
ومرعوب سياسيا.
اعترف سماحة الشيخ بأن الحكم في العراق هو حكم الإسلام السياسي
الشيعي خلافا للخطاب السائد الذي كان يكرر بأن الحكم ليس للشيعة، بل هو مشترك، وهو
يحذر هنا من ان الأمريكان يريدون ان يأخذوا الحكم من الشيعة ليعطوه للسنة، لاحظ
خطابه الطفولي وتفكيره المريض بالطائفية اللعينة. كما ان خطابه ينطوي على إهانة
ليست مبطنة بل واضحة عندما قال بان شيعة العراق ليسوا كشيعة إيران فأمريكا لا تخاف
منهم ولا تحسب لهم حسابا.
ثم تحدث الشيخ عن الهدف الأمريكي من احتلال العراق، وحسن انه الآن
وبعد عشرين سنة من الاحتلال عرف ان الاحتلال كان يهدف الى إبعاد العراق عن
المعادلة الشرق أوسطية وهذا شيء جيد وإن جاء متأخرا جدا، لكن عليه ان يدرك بأن
وجود هذا الفساد الذي يضرب العراق هو بحماية ومصلحة الدولة التي يدافع عن سياستها
ويحاول ان يكون منظرا لتبرير أخطائها. الشيخ الكوراني يدعو الى انقاذ العراق، لكن
يحذر من تحالف السنة والأكراد مع الشيعة، ربما لا زال يعتقد بأنه العراق عراق
الشيعة، ولا زال يعتقد بأن الطائفية هي الخيار الأفضل لأمثاله رغم أنها تدمر
البلاد وتفسد العباد، لكنها الأكثر انسجاما مع تفكيره.. أسال الله تعالى ان يطيل
عمر الشيخ الكوراني حتى يرى كيف ستسير الأمور.
0 تعليقات