آخر الأخبار

الجن إنسان بشر من الناس .... 1

 



 

 

مصطفى طه الراوى

 

لم نفهم الصفات فكل شىء داخل فى كل شىء والسبب التراث الذى دمر العقل وعطله عن التفكير والعمل فى التدبر والتفكر ..

 

هناك صفات للبشر فالمسمى العام للخلق المكلف بشر جنه وانسه ولكن الجن والأنس صفات أقول صفات ولا أقول معنوى لان الناس فهمت معنوى بصورة خاطئة فمعنوى يعنى يخص النفس ومادي يخص الجانب المادي الجسدى أو الملموس المحسوس فى كل شىء ، طعام وشراب وكل ما تتعامل معه فى المتطلب الحياتى مادى تماما ً ولكن فكرك وإيمانك كلها معنوى ونطلق عليها معنويات .

 

القرآن رسالة واسم القرآن هو الاسم الدعوى للرسالة كلها ولكن الرسالة فقط هو الجانب التكليفى من أمر وتحريم وأحكام فهذا هو رسول الله اى مكنون الله ومراده من الناس والملزم الطاعة لان عليه حساب فكل حساب لا يكون إلا على امر قانونى ملزم الطاعة ، والطاعة لا تكون إلا لحي لانه لا طاعة بالمطلق لميت .

 

القرآن تكليف للناس يعنى من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر من الناس .

 

(قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا١ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَ‍َٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا٢) الجن

 

استمعوا إلى القرآن ولو كانوا خلق آخر فهم غير مكلفين بل وكما قلت من قبل ان الرسول مرسل بلسان قومه وليس لغيرهم ..

 

(شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ ) جزء من الآية 185 من سورة البقرة

 

هنا الله حدد لنا ان القرآن هدى للناس ولم يقل لخلق آخر خارج الناس والناس صفة عمرية لمن وصل لمرحلة الرشد والتعقل ذكور وإناث فصفتهم ناس وليس أطفال أو صبيان لأن الأطفال والصبيان غير مكلفين لأنهم لم يصلوا لمرحلة الرشد والتعقل وطلما ان القرآن هدى للناس فمن آمن من الجن الذين استمعوا القرآن من الناس وإلا كيف يؤمنوا وهم ليسوا بناس وغير مكلفين بالإيمان به !!

 

(قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡآنِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا٨٨) الإسراء

 

لماذا الجن هنا إلا إذا كانوا مكلفين بهذه الرسالة والتى هى للناس فهم من الناس ..

 

(قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ١٥٨) الأعراف

 

القرآن هدى للناس ... نفر من الجن استمعوا القرآن فآمنوا به ... وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ...... يا أيها الناس إنى رسول الله إليكم (جميعا) !!

 

الجن حسب الآيات وما جاء من سياق فهم ناس والناس بشر وإلا كيف يؤمنوا بالقرآن وهم مخلوقات تختلف عن الإنسان وأثيريين فهل يعقل !

 

هذا دليل واضح على بشرية الجن وإنسانيتهم فهم من لحم ودماء ..

ثم نجد فى القرآن وسياق الآيات الخطاب موجه للناس يعنى كثيرا ستجد (للناس) و(يا أيها الناس) ولم يقل يا أيها الجن أو رسولا إلا الجن حيث أنهم مكلفون بالعبادة وبما انه استمع نفر ٌ من الجن القرآن فآمنوا به وفى سورة أخرى استمعوا إلى القرآن فآمنوا بالكتاب الذى بعد كتاب موسى فهنا تأكيد على انهم من نفس البشر وإلا كيف يكون القرآن هدى للناس ويؤمنوا به فلو كانوا غير مكلفين بالإيمان بالرسالات التى انزلها الله للناس لأصبحت مخالفة منهم لله الذى حدد ان كتاب موسى لقومه وان الرسول النبى محمد بعث ايضا ً لقومه وبلسان قومه فهم من قومه .

 

صفة جن هى الصفة التى تخص حركة حياتهم فيما هم فيه بارعين ومبدعين ولكن يخاطبوا بصفة الناس فى موضوع التكليف والخطاب الإلهى الذى هو للناس لعموم الناس ، فبشرية القوم هى التى تعبر عن الجنس العام للمكلفين بالعبادة ولكن الصفة هى صفة خاصة بما عليه هؤلاء البشر فى حركة سعيهم وحياتهم الدنيوية ..

 

الجن فى القرآن صفة عامة لهذا الخلق البشرى ومنه شيطان وعفريت فهى صفات تحدد عمل كل صفة من قدرة ، يعنى كل صفة من هذه الصفات لها قدرة عمل محددة ولكن كل الأعمال التى يقوموا بها هى أعمال إبداعية تنم عن ذكاء وفطنة حتى فى الشر أذكياء وتختلف تماما ً عن الأنس الذى هو اقل كثيرا ً من هؤلاء قدرة وذكاء وإلمام وتلقى وهكذا ..

 

التراث والمخترع البشرى من ما يطلق عليه لغة ومعاجم دمرت كل شىء حتى لو كان بعض ما فيها صحيح ولكن الحقيقة السواد الأعظم فيها خاطىء تماما ً والدليل أنهم ربطوا فهم معنى كلمة جن من الآية من سورة الأنعام والخاصة بنبى الله إبراهيم ولنرى الآية وماذا تقول وماذا نفهم من كلمة جن فى الآية ..

 

(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيۡهِ ٱلَّيۡلُ رَءَا كَوۡكَبٗاۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّيۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَآ أُحِبُّ ٱلۡأٓفِلِينَ٧٦) الأنعام

 

جن عليه الليل .... فمن الذى جن هنا ؟؟

 

الليل هو الذى جن اى أخفى كل شىء غير مضىء والحقيقة هو لم يخفى ولكن الغير مضىء هو الذى اختفى فى ظلام الليل ولم يأتى فى الآية ان هناك خلق آخر اخفى الأشياء ، ومن هنا يدلسوا على الناس بتشابه الكلمات ولكن نسوا ان هناك طريقة نطق والذى يسمى التشكيل اى حركة الحرف فربما تتشابه كلمتين فى الحروف تماما ً ولكن كل واحدة تختلف معنى عن الآخرى ولا تمت للأخرى بصلة سوى فقط فى شكل الحروف فجن الليل ، الليل هو الذى جن وليس الأشياء بدليل ان الكوكب مضىء فلم تخفيه جنة الليل .

 

ثم ما جاء فى سورة النجم وكلمة أجنة قالوا ايضا ً لأن الجنين مخفى فى بطن أمه فالجن مخلوق خفى ، نقول لهم اختلط عليكم الأمر عمدا أم سهوا فالمخفى هو الأجنة وهى بالحقيقة ليست مخفية هى وجود قائم بذاته ولكن بعيدة عن العين فهل بعد اختراع المنظار أصبحت جن أو مخفية أم واضحة ظاهرة بل ونقوم بتصوير نموها بكل سهولة بل وتحديد نوع الجنين ايضا ً

 

أجنة اى مخلوق غير مكتمل لم يصبح بشر بعد فكل الكائنات فى مرحلة التكوين والتشكيل يطلق عليها أجنة لانها مازالت فى طور التكوين المادى للأعضاء .

 

فمن الخطأ ان نأخذ بتشابه المفردة القرآنية فى حروفها فكم من الكلمات فى كل اللغات تتشابه فى حروفها ولكن السياق يؤكد لنا اختلاف المعنى لكل كلمة .

 

ثم كان الإحتجاج ايضا ً بما جاء فى قصة موسى من كلمة جان الفوا المعنى من هنا على الرغم من ان الجان هنا يؤكد انه شىء مرئى تماما ً وليس بخفى .

(وَأَلۡقِ عَصَاكَۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلَّىٰ مُدۡبِرٗا وَلَمۡ يُعَقِّبۡۚ يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفۡ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ ٱلۡمُرۡسَلُونَ١٠) النمل

 

فلما رءاها تهتز كأنها (كأنها) جان .........موسى ولى مدبرا ... (لا تخف)

 

لو كان الجان شىء مخفى اثيرى كيف ظن موسى أنها جان وخاف منها وولى مدبرا

 

جان هنا يعنى تتحرك بسرعة وخفة يعنى عصى ميتة خلية نباتية تحول لكائن حى من خلايا حيوانية حية تتحرك بخفة وسرعة فهذا شىء مخيف ولولا ان موسى يعرف ان حركة الإهتزاز السريعة يطلق عليها جان سواء قام بها بشر او حيوان فهى جان لانها تتحرك بسرعة وخفة ولا صوت لها او دب على الأرض .

 

كلمة جان هى السرعة والخفة دون إصدار صوت وهذا ما يقوم به السحرة فى الأعمال السحرية .

 

ولو كان الجان مخلوق مخفى لأختفت العصى تماما ً عن أعين موسى وهنا تصبح كلمة كأنها جان فى مكانها ومحلها ولكن تهتز فالإهتزاز هو التشبيه بالجان .

 

سوف نكمل فى هذا الموضوع لان الحقيقة التراث دمر عقول الناس وأخذهم لخرافات وأساطير وخزعبلات دمرت حياتهم وإصابتهم نفسيا بكثير من الإصابات وأصبحنا نعيش داخل دائرة من الوهم والجهل والتأخر ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات