عز الدين البغدادي
هناك نظام في الحوزة لا سيما النجفية في التعامل مع من يختلف مع
الرؤية الرسمية او الشائعة، وهو أسلوب التجاهل لا سيما اذا لم يكن الشخص من الخط
الأول. أما إذا كان الشخص معروفا فإنه يحكم عليه بالضلال او تصدر بيانات تنتقد
طرحه.
التجاهل يراد منه إيصال رسالة بأن هذا الشخص لا يستحق الرد، دون
ملاحظة النتائج التي تترتب على طروحاته لا سيما مع وجود كثير من الشباب المتأثرين
به والذين يزداد عددهم.
وهناك مسألة أخرى وهي ان هناك منهجا خاطئا شائعا عندنا وهو الدفاع
ثم الدفاع ثم الدفاع، ومحاولة البحث دائما عن تبريرات وتوجيهات ولو شكلية وعدم
وجود أي استعداد لمراجعة الأفكار السائدة وتعديلها والاعتراف بخطئها. حالة من
الجمود الذي نصر عليه، وعدم الرغبة بتطوير التفكير والخطاب، وهو أسلوب لا يحل
مشكلة ولا يرد على إجابة، لأن تجاهل وجود مشكلة ما لن يحلها بالتأكيد.. وأخيرا
مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر يصدر كتابا من تأليف د. أحمد إسماعيل أبو شنب
عميد كلية أصول الدين بطنطا للرد على العسر تحت عنوان "تهافت الأسئلة القلقة
حول وثاقة القرآن الكريم" للرد على كتاب "القران البعدي". و هذا
شيء جيد رغم أنه ليس معروفا بعد القيمة العلمية للكتاب.
ورغم ان هذا أمر محرج، لكن سيتم التعامل معه كالعادة بالتجاهل
واللا مبالاة. بأي حال العسر أثار أمورا كثيرا، ورغم اختلافي معه في منهجه وتشكيكي
في دوافعه الا ان هذا لا يعني كل ما يقوله فهو باطل، فهناك أمور تستحق الوقوف
عندها ومراجعتها.
0 تعليقات