محمود جابر
لا اعتقد أن هناك خطر على العراق اكبر من هذه الأحزاب السياسية
الاسلاموية، التى تتخذ من العنف سلوكا، ومنهجا، وطريقة للدعوة، وادعائهم أنهم
معبرين عن الإسلام – كذبا وزورا وبهتانا، فهم عصابات تتخفى وراء شعارات فارغة، ولا
اعتقد أن احد أكثر تشويها للإسلام من تلك العصابات المسلحة التى ترفع راية الحسين –
المظلوم- وهم لا يفارقون سلوك معاوية ويزيد وكل فراعنة الأرض.
وحينما يخرج رجل يمتلك
كتلة سياسية فى البرلمان استطاعت ان تحوز الأغلبية فى الانتخابات الأخيرة، ثم
يتحدث مستحسنا سلوك العصابات فى الهدم والحرق وقد سبق له ان هدد الصرخى ... فهو
بذلك يقدم نفسه كرئيس عصابة وليس رئيس جماعة سياسة، مهما حاول ان يبرأ نفسه من
سلوك هدم وحرق مسجد لله ولكنه هو من سعى وميليشياته التى تدعى سرايا السلام وهم
سرايا العداون النهب، وسلوكهم فى العداء والخلاف ابعد ما يكون عن سلوك العقلاء،
لهذا فأنا اتهم مقتدى اصدر وجماعته بأنهم وراء جريمة حرق وهدم مساجد الصرخى فى
العراق .
إن الفتنة التي قادها جماعات الإسلام السياسي وأحزابها وشخصياتها، فى
محاولة تبيض وجوههم المسودة بفعل فسادهم وطغيانهم وجبروتهم وعمالتهم وسرقاتهم،
حاولت تلك الأحزاب ان تجعل من الصرخى وأتباعه كبش فداء يثبتون فيها ولائهم للمذهب
ويخطبون ود جماهير العراق ولكن يعلم الجميع أن السارق والفاسد لن تبيض صفحته أبدا
.
فمحمود الصرخى كل جريمته منذ ظهوره من بين تلامذة الصدر وبعد فترة
الاحتلال انه رفض الاحتلال، ولم يكن جزء من تابعى إيران ولا تابعى الخليج ولا
تابعى تركيا، كان الصرخى يقدم نفسه كمرجعا عراقيا عربيا وهذه كانت اكبر جريمته، لم
يكن الصرخى جزء من مجتمع الاخوندية ولا جزء من الملالى ولا من أتباعهم ، لم يحاول
الصرخى ان يكون له جماعة مسلحة فى مواجهة المجتمع العراقى فكان متهما طول الوقت،
وطول الوقت كان فى مرمى سهام الجماعة الاخواندية بشقها البزارى والحوزوى والسياسى
..
ربما نختلف مع بعض ما يطرحه الصرخى، وما يقوله وكثيرا سجلنا هذا
وما زلنا نسجله وحتى حينما خرج علينا فى آخر أبحاثه حول هدم القبور رفضنا ذلك
وكتبنا فى ذلك، ولكن دون ان يتحول العمل البحثى والعلمى الى إرهاب او الحض على
الكراهية والقتل وارتكاب الفاحشة بإغلاق بيت من بيوت الله او هدمها كما فعلت
جماعات الإسلام السياسى اللايرانى ومن دار فى فلكها ...
وإذا كان مسجد الصرخى فى ادعائكم مسجد ضرار فإن مساجدكم اشد ضرارا على
العراق، وعلى الدين وعلى المذهب، ففى مساجدكم تخزن الأسلحة، ويخرج منها قتلة الأبرياء
الثائرين المتظاهرين فى تشرين، افتخرتم بقتلهم على منابركم وفى مساجدكم، ومن مساجدكم
ناصرتهم المحتل الامريكى ودعمتموه، ومن مساجدكم دعوتهم الى نهب العراق وسرقة
خيراته باعتبار انه مالا مجهولا لا صاحب له فانتم لصوص استحلاليين... أما مسجد
الضرار فهو مسجد نزل فيه قرآن ووحى وكان حالة خاصة وانتم بفعلتهم تدعون النبوة
وتتدعون انكم امام الزمان كذبا وزورا وبهتانا من عند أنفسكم .
فى الأخير اسمحوا أن أقول لكم إن تاريخ الصرخى كعراقى هو أفضل منكم
جميعا، فالصرخى لم يسرق العراق ولا خيرات أهلها لم يكن الصرخى عميلا للاستعمار ولا
جاء على دبابة أمريكية، ولا حج فى قم ولا باس أقدام السافاك ولا الحرس الثورى ولا
حارب العراق فى صفوف جيوش أعداءه .. الصرخى
مواطن عراقيا هو ومن معه سواء اختلفنا مع أو اتفقنا، خلافنا معه خلاف علمى بحثى،
وهذا خلاف اختلافنا معكم فانتم عملاء منذ نعومة أظافركم، وانتم خصم للمذهب وعار
على العراق وعلى الدين ... فهذا هو الفرق بينكم وبين الصرخى ومن معه .
0 تعليقات