عز الدين البغدادي
لم أكن بأي وقت من الأوقات منسجما ولو بأدنى درجة مع ما يطرحه
الصرخي بتقلباته الكثيرة من ادعاءات حول المهدوية الى ادعاء الاعلمية الى ترديده
لبعض الطروحات الغريبة في الآونة الأخيرة إلى مشروع الراب الإسلامي…. واذكر أني
حاولت كثيرا أن اقنع صديقا سابقا صار من جماعة الصرخي ليترك هذا التوجه، لكن لم
انجح بذلك، وكنت دائما أجد الأمر مثيرا للسخرية لا سيما وأن صاحبي يحمل شهادة
عالية في اختصاصه.. لكن الانصاف خلق المؤمن الحقيقي وما أقله في هذا الزمن!!
فالرجل كان له موقف فعلي ضد الاحتلال في وقت كان كثير ممن ينتقدون أمريكا
الآن جزءا من المشروع الأمريكي، وويل لك ثم ويل إذا انتقدت المشروع الأمريكي
امامهم..
الرجل متقلب ومختل وغير
مستقر على حال، كما إنه يفتقر للحكمة تماما فيما يطرحه.. لكنه بأي حال ليس أسوأ
حالا من الشيرازية ولا من الغلاة وما أكثرهم، ولا من مروجي المخدرات تحت غطاء شرعي
ولا من أدلاء الخيانة وعملاء الدول الأجنبية.. .. لماذا لم تجابه حركات أخرى أشدا
خطرا وبعضها له مكاتب ومساجد وبعضها مارست العنف فعليا؟
جماعة الصرخي مواطنون عراقيون وحبسهم لمجرد تبنيهم لرأي ما ليس
صحيحا وليس مجديا، والتعامل بقسوة مفرطة تدل على فقر شديد في القيم الأخلاقية
للتعامل مع الخصم. المسجد الذي فيه صرخية يمكن إخراجهم منه بتصرف قانوني، لكن من
الناحية الشرعية هل يجوز تهديم مسجد في دولة تحكمها الأحزاب الإسلامية؟ كلنا نعلم
ان هناك مساجد (شيعية وسنية) استخدمت للفتنة وللقتل والتعذيب، فهل ينبغي علينا
هدمها أيضا؟ والاهم من هي الجهة التي قامت بالهدم؟ وهل لديها قرار قضائي مثلا بذلك
أم هي الفوضى وفرض الإرادة بالقوة؟ هل هي رسالة تهدف إلى ترويع كل معارض؟ اعلموا أيها
السادة ان الأمم قامت بالعدل وهو ابعد شيء عنكم وسقطت بالظلم وهو اقرب شيء إليكم.....
والله المستعان
0 تعليقات