عز الدين البغدادي
هو مسجد معروف بناه قوم من المنافقين وقد دعوا النبي (ص) ليصلي فيه
تبركا، فنزل قوله تعالى: (و الذين اتخذوا مسجدا ضرارا و كفرا و تفريقا بين
المؤمنين و إرصادا لمن حارب الله و رسوله من قبل و ليحلفنَّ إن أردنا إلا الحسنى و
الله يشهد إنهم لكذبون) فهدمه النبي (ص) بعد ان جاءه وحي من الله تعالى.
ألطف شيء في الإسلاميين لا سيما العراقيين انهم يستطيعون فعل اي
موبقة تحت غطاء شرعي، يمكن ان يسرق ويقتل ويخون ويشرب وبهدم المساجد ويحرق المصاحف
ومعه دليله الشرعي، وهنا استدل لهدم المسجد بأنه مسجد ضرار.
ان هدم مسجد بدعوى انه مسجد ضرار هو تبرير غير صحيح وغير مقبول لان
تحديد مصداق مسجد الضرار جاء به نص قرآني، ومن اللطيف ما قاله البركتي في كتابه
"التعريفات الفقهية" عند تعريف "مسجد الضرار": هو مسجد اتخذه
المنافقون ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله في
عهد النبي فأنزل الله فيه ( لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ) فهدمه النبي وأحرقه فهو
مسجد خاص، نعم يُلحق به في الذمَّ وعدم الثواب كل مسجد بُني مباهاة أو رياء أو
سمعة أو لغرض سوى ابتغاء وجه الله تعالى، أو بمال غير طيب لكن ليس هو مسجد ضرار
حقيقة حتى يهدم ويحرق والله أعلم.
هناك مئات المساجد الشيعية والسنية استعملت للتحريض ومورس فيها
التعذيب والقتل فهل نهدمها جميها؟ ثم ما هو دور القانون في إزالة هذا البناء؟ هل
القضية اجتهادية ام مزاجية بحيث تقوم اي جهة تملك قوة بهدم المساجد التي ترجع
لجماعة لا تملك كثيرا من أسباب القوة؟
0 تعليقات