عز الدين البغدادي
لم يكن رجوع علي حاتم السلمان الى بغداد مفاجئا بالنسبة لي، فليست
هناك قواعد او تحالفات ثابتة. فكل شيء يمكن ان يتغير ولكل شيء ثمن، والرجل يمكن ان
تكون له مكانة في هذه المرحلة، لا سيما وأنه استطاع في السنوات السابقة ان يطور
نفسه ويترك الأسلوب القديم وهو أسلوب البدوي الذي يجمع بين الفظاظة والظرافة معا.
شخصيا كنت ولا زلت اعتقد ان التهم الموجهة للهاشمي والعيساوي كانت
لعبة من نوري المالكي لإبعادهما او تحديدهما سياسيا أو ليظهر كفاءته السياسية كما
يفهمها، رغم اني اعرف ومتأكد إنهما فاسدان فعلا. الحاج أبو إسراء يعتقد ان ما يقوم
به سياسة، والرجل هذه إمكانياته او هذا نظام تفكيره لا يقدر ان يطوره وقد تجاوز
السبعين.. انه يعتقد بأن السياسة لا تختلف عن القمار أو لعبة "حية ودرج"
لا تحتاج الى رؤية او إستراتيجية أو إنتاج أو مراجعة، وبالتأكيد لا تحتاج الى
أخلاق.. هي لعبة تستمر حتى يقبض الله تعالى الروح، او تسقط العملية السياسية ككل.
الحلبوسي بدوره ربما يمكن له الآن ان ينظر للأمور بواقعية أفضل فهو
يعلم بأنه لم ينجز شيئا يشفع له عند مواطنيه، وأن المتملقين حوله يمكن بكل سهولة
أن ينفضوا عنه.. وانه يمكن ان يثبت نفسه بأحد طريقين: ان يخدم شعبه ويدافع عنهم
فعلا او ان ترضى عنه الجارة، وبلا شك فإن الطريق الثاني أسهل وأقرب.
0 تعليقات