آخر الأخبار

حتمية انهيار الدولار

 

 




 

د/ حازم الرفاعى

 

انهيار الدولار الحتمي سيكون كارثة كونيه ماليه فسيتأثر بها الجميع بشكل أو بآخر فتروس القطاع المالي والمصرفي تدور وتدار به والأرصدة القومية في العالم تستند إليه وضمانات الصحة والمعاشات في العديد من دول العالم تستند إلي أوعيه دولاريه.

 

هناك قطاعات سياسيه واقتصاديه في الولايات المتحدة تدرك حتمية هذا وبعض تلك القطاعات تري أن مراجعة تموضع الدولار قد يكون مخرجا لأمريكا من أزمتها كـ تيار الفوضويين الرأسماليين Anarcho capitalist. هؤلاء مصفوفة أمريكية تتسع باضطراد وربما يكون ترمب اقرب لهم. وعلي الجانب الآخر وربما يكون إسقاط الدولار هو الهدف الحقيقي لروسيا وحليفتها الصين من معركة أوكرانيا وتايوان ان حدثت..

 

للأمر أسباب موضوعية لا يمكن ردها ومنها ما كنّا نقوله عّن الأزمة العامة للرأسمالية وبنيانها الداخلي ثم قضايا رأس المال المالي والتجارة الواسعة في الديون وما يطلق عليه (التيسير الكمي) وهو طباعة الدولارات بلا رصيد، فصارت الدولارات هي أداه الحرب فتمولها وتعزز الهيمنة الأمريكية.

 

نهاية الدورة الحاليّه الرأسمالية مرتبطة بطهور التكنولوجيا الرقمية في كل شي وهي ما قد يعطي الرأسمالية قبله الحياة فيفتح الأبواب لتجارة أمريكية عالميه جديدة أو قد يكون اقل شمولا من ان يكون كذلك.

 

هل تستطيع أي قوة أمريكية منع انهيار الدولار والإجابة لا. هل ستنفتح بوابات الصراع الاجتماعي الأمريكي وهل من الممكن ان تتفكك الولايات المتحدة ككيان سياسي ؟ الإجابة نعم.

 

اذكر تعبيرا قرأته ( عندما تغرق كبار البوارج فعلي صغار القوارب التجديف بعيدا وسريعا !

 

توقيت الحرب الأوكرانية تم بدقه وبدهاء وسط الأزمة الراهنة ..،، الصقور الأمريكان يراهنون علي عمق التكنولوجيا الأمريكية وعلي طاعة العسكريين الأمريكيين لكن الفخ الأعظم هو تزامن دوره الرأسمالية من كساد كبير مع الخرب واحتمالية تلقي صفعه صينيه أخري في تايوان.

 

هل انهيار الدولار بالنصف أو ما يزيد مفيد للصناعة الأمريكية ؟ الإجابة قد تكون بالإيجاب لان حدوث هذا قد يحمل في طياته ضربه قاصمه لتنافسية الصين، هل سيؤدي انهيار الدولار إلي اضمحلال النفوذ الأمريكي العالمي وهجرة ثروات من افقها؟

 

الإجابة أيضا نعم لكن (ماذا وإلا) ظهر ذهب عصر الانترنت كمعيار كوني اعلي من كل العمليات الورقية أو الرقمية المحكومة بالبنوك المركزية . اَي ان الذهب الجديد الذي قد يتسابق الناس عليه سيكون تكنولوجيا أمريكية أيضا هي (البت كوين) وهذا يخفف اثر الانهيار المهول ألذي سيحدث علي أمريكا. ما هو المدي الزمني لهذا ؟ شهور أم عشرة سنوات ؟ ما هو مصير دول العالم الثالث مصر؟ وغيرها. هنا نتذكر غياب اقتصاد اشتراكي عالمي بديل، الا إذا كانت ثار الزلزال والحرب ستحفز ظهور نظام اشتراكي جديد وربما عودة الاتحاد السوفيتي ذاته بشكل مختلف.

 

عندما نتحدث عن مصر يجب ان نتذكر ان القارب المصري الصغير سيواجه مشاكل وعليه الابتعاد عن بؤرة العاصفة والاهم انه لا يتحمل اهتزازات داخليه. الاتحاد السوفيتي لم يتاثر بالكساد الكبير عام ١٩٢٩....لانه استمر في عالمه ومشاريعه وحده........................

 

إرسال تعليق

0 تعليقات