محمود جابر
المتابع للواقع الاجتماعي الاوربى وعلى مستوى النظرة للبناء الأسرى
يجد حالة عزوف تام للشباب الاوربى للانصراف عن بناء الأسرة والزواج .
وفى خلفية هذا العزوف يقف ترسانة من القوانين التى تدعى حماية حقوق
المرأة بشكل جعل الأمر يتحول من كونه حقوق للمرأة يتفق عليها الجميع إلى ظلم بين
للرجل بشكل فج، وكان تبعات ذلك أن المجتمع قائم على علاقات خارج إطار الزواج بشكل
كبير بدون مسؤوليات كبيرة على عاتق الطرفين والمجتمع متعايش في هذا النطاق.. هذا
الكلام يجب ان ينتبه له البرلمان وهو يشرع لقضايا حماية المرأة فى بيت الزوجية،
وضمان حقوقها، فبناء الأسرة لا يتم عبر ترسانة من القوانين، وهذا اللفظ للنائب
عاكف المغاورى أثناء رفضه لأحد القوانين المتعلقة بالأسرة، فالرجل كونه يتمتع
بخبرة سياسية واجتماعية أدرك ان بناء الأسرة ونجاحها لا يقوم عبر ترسانة القوانين
التى لا تحمى الأسرة بل تصرف الشباب عن التفكير فى الزواج، وليت أعضاء البرلمان
المصرى يدركون وهم يشرعون نسبة الزواج فى بلد كفرنسا حيث وصلت إلى 3.5 في الألف
فقط ممن يقومون بالزواج وتكوين أسرة، وفى إسبانيا وصلت النسبة إلى 3.8 في الألف فقط وانجلترا 4 في الألف تقريباً.
واذا تركنا البرلمان والتشريع واتجهنا الى الدراما العربية الآن ومحاولاتها
بإدراك أو بدون إدراك الترويج لتكرار فكرة العزوف عن الزواج وتكوين أسرة، وإعادة إنتاج
الدراما فى والتركيز على القيود وعراقيل و المطالبة بقوانين تصعب الزواج والمبالغة
في إظهار مشاكل الزواج والإانفصال وإشاعة كل ماهو سلبي عنه من قصص وحكايات
وحوارات ودراما، وتصوير العلاقة بين الرجل والمرأة في إطار الزواج على أنها علاقة
صراع وتنافس وجحيم وخيانة دائماً.
في نفس الوقت حشد كل القوى لإشاعة توطيد علاقة الرجل بالمرأة خارج
إطار الزواج وبذل المجهود الشديد لما يسمى بالتحرر ونشر مصطلحات مثل "ده
صاحبي، صديقي، طالما مافيش فيلنج سو وات، إنت اجننت ده هاني..الخ"
هذا الحوار يلخص الموضوع كله، باعتبار ان العلاقة خارج إطار الأسرة
مريحة وصداقة ومتعة، وبالعكس فغن علاقة الزمان تعنى هدم الصداقة والصدام والدخول
فى عراقيل ومشاكل لا حل لها سوى الانفصال وبذلك فإن التشريع والدراما يقومان بدور
فى منتهى الخطورة يجد ان ندق أمامهم جرس الخطر .
0 تعليقات