آخر الأخبار

الجهل المركب

 

 





علي الأصولي

 

 

تحفظ صناعي ..


تحفظ البخاري من إدراج روايات جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في - الجامع الصحيح - حيث انه استراب بعد أن سمع شهادة يحيى بن سعيد،


وقد امضي صحيحه بلا ذكر رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) لهذا السبب الذي اعتبره موضوعيّا وفق صناعة الحديث السني،


إلا أننا ينبغي ان نعرف كيف نجمع ما بين توثيق جعفر بن محمد (عليه السلام) بين صفوف أصحاب تراجمهم كالذهبي وابن حبان، وما بين تحفظات محدثيهم،


نعم" من تحفظ على روايات الإمام (عليه السلام) ادعى ان جعفر بن محمد (عليه السلام) مضطرب كما هو رأي احمد بن حنبل في كتابه - العلل ومعرفة الرجال - برواية المرودي

-
ومعنى الاضطراب في الحديث عندهم يوصل - بسند - تارة ويرسل - الرواية - تارة أخرى - ومن هنا سمعنا ابن سعد في - الطبقات الكبرى - ينص على أن جعفر بن محمد - كان كثير الحديث ولا يحتج به - ويستضعف - ثم قال" سئل مرة سمعت هذه الأحاديث التي تروي عن أبيك منه؟

 
فقال" نعم،وسئل مرة أخرى عن مثل ذلك، فقال" انها وجدتها في كتبه - انظر كتاب - إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال - أنتهى"


أقول" بصرف النظر عن هذه التبريرات ومدعى قيمتها الدليلية وبغض النظر عن الأسباب الموضوعية الحقيقية التي دعت جملة منهم والتحفظ على حديث جعفر بن محمد الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) اقول" بصرف النظر عن كل ذلك.


إن ترويج دعوى ترك حديث الصادق (عليه السلام) لكون كثر من حوله الكذابة، هي دعوى لم يسوقها نفس خصوم الإمام الصادق (عليه السلام) فلاحظ ولا من مزيد وإلى الله تصير الأمور ..

 

مشكلة الجهل المركب

..
بعد بيان ما ذكرناه في مقالات سابقة حول دعوى أن أهل الحديث السني أو جملة من كبارهم رفعوا اليد عن مرويات جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) بمبررات تبرعية ذكرها ممن لم تنبت أسنانه في البحث والتتبع والتحقيق. من وجود الكذابين الذين أحاطوا بالإمام (عليه السلام). أقول" بعد بيان زيف الدعوى وعرض السبب الحقيقي الذي دعى بعض أهل التصنيف بترك الرواية الصادقية،

 
نعرج الى مستند الدعوى والإصرار على تمريرها ولو بالكذب تارة على طريقة عنزة وإن طارت، او بالتدليس تارة أخرى نصرة لوهم الفهم والتحقيق والفقاهة، نعم" نقل الكشّي في رجاله: إنّه وجد في كتاب "إثبات إمامة أمير المؤمنين" لمؤلّفه يحيى بن عبد الحميد الحماني ما يلي: قلت لشريك ـ وقيل أنه كان قاضيا - في زمن الإمام الصادق (عليه السلام) - إنّ أقواماً يزعمون أنّ جعفر بن محمّد الصّادق (عليه السلام) ضعيف في الحديث، فقال: أخبرك القصّة؛ كان جعفر بن محمّد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً، فاكتنفه قوم جهّال يدخلون عليه ويخرجون ويقولون: حدّثنا جعفر بن محمّد، ويحدّثون بأحاديث كلّها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم، وكانوا يأتون من ذلك بكلّ منكر، فسمعت العوامّ بذلك منهم، فمنهم من هلك ومنهم من أنكر، وهؤلاء مثل المفضّل بن عمر وبنان وعمرو النبطي وغيرهم؛ ذكروا أنّ جعفر حدّثهم: أنّ معرفة الإمام تكفي من الصلاة والصوم، وحدّثهم عن أبيه عن جدّه، وأنّه حدّثهم قبل‏ يوم القيامة، وأنّ عليّاً (عليه السلام) في السحاب يطير مع الريح، وأنّه كان يتكلّم بعد الموت، وأنّه كان يتحرّك على المغتسل، وأنّ إله السماء هو الله وإله الأرض الإمام، فجعلوا للّه شريكاً جهّال، والله ما قال جعفر شيئاً من هذا قطّ؛ كان جعفر أتقى لله وأورع من ذلك، فسمع الناس ذلك فضعّفوه؛ ولو رأيت جعفراً لعلمت أنّه واحد [من] الناس - رجال الكشّي: ج2، ص616 - أنتهى"

 

أقول" على ما يبدو لي بأن صاحب الدعوى قرأ هذه الرواية خاصة وهي في أحد أهم المصنفات - الشيعية - واعتبارها الباب الذي يفتح منه ألف باب لتبيض وجوه جملة من أهل الحديث ومصنفيهم من أصحاب الخط الأموي، بيد أن صاحب الادعاء فاته وثاقة الرواة وعقيدتهم وميولهم السياسية،

 

وعليه لابد من الوقوف على راوي هذا الخبر وهو يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن،

قال عنه النجاشي، يحيى بن عبد الحميد : له كتاب اخبرناه جماعة، عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن موسى بن ابي موسى الكوفي، عن محمد بن أيوب، عنه به"


وقال الشيخ - أي الطوسي - يحيى بن عبد الحميد الحماني: له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن ابي جعفر بن بابويه، عن محمد بن موسى المتوكل، عن موسى بن ابي موسى الكوفي، عن محمد بن ابي أيوب بن يحيى بن ضريس، والحسين بن علي بن زياد، عنه"
قال السيد الخوئي: وعده في رجاله فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام(


وقال في باب الألقاب من - الفهرست - 904 - الحماني له كتاب المناقب، اخبرنا به جماعة عن المفضل، عن حميد، عن أحمد بن ميثم، عنه"


قال المحقق الخوئي: والظاهر أنه هو يحيى بن عبد الحميد وذلك لما تقدم عن الكشي في ترجمة المفضل بن عمرو قال: قال" يحيى بن عبد الحميد الحماني في كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ... الخ ..


إلا أن قال السيد المحقق، ويظهر مما ذكره من هذا الكتاب إنه وإن كان معتقدا - اي الحماني يحيى بن عبد الحميد - بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلا أنه لم يكن يعتقد بجعفر بن محمد (عليه السلام) كما يعتقد به الشيعة، وكيف كان: فالرجل لم تثبت وثاقته وكلا طريقي الشيخ إليه ضعيف، أنتهى - راجع معجم رجال الحديث للمحقق الخوئي - ج ٢١ ص ٦٤

 


نعم" وبهذا ينكشف الجهل المركب الذي يتمتع به أصحاب الإدعاءات وكبرى المقولات، بالتالي" من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب كما قيل وإلى الله تصير الأمور ..

إرسال تعليق

0 تعليقات