آخر الأخبار

أمريكا شيكابيكا !!!

 

 



حمدى عبد العزيز


30
مايو 2022


لم أجد إلا استعارة هذا العنوان (مع الاعتذار عن ذلك بالطبع) من الفيلم المصري الذي أنتج في تسعينيات القرن الماضي والذي حمل نفس العنوان للمخرج المصري المعتزل خيري بشارة وبطولة المطرب محمد فؤاد وأنا اتابع أنباء إعلان الإدارة الأمريكية شطب بعض المنظمات الإرهابية من قوائم الإرهاب وعلي رأسها تنظيم (أنصار بيت المقدس) الذي يقوم بالعمليات الإرهابية بسيناء وكذا عصابة أو منظمة (كاهانا) الصهيونية المتطرفة ...

 

فالولايات المتحدة الأمريكية صانعة أغلب منظمات الإرهاب هي ذاتها الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم بعض الدول وتتدخل في البعض الآخر بحجة مقاومة الإرهاب .

 

والولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم بعض الحركات سواء كانت تناضل من أجل الاستقلال لأمة ما أو كانت مجرد حركات انفصالية تحت شعار حرية تقرير المصير .. هي ذاتها الولايات المتحدة الأمريكية التي تقف ضد أي تحرك صيني لضم تايوان وهي ذاتها التي تقف ضد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني ، وهي ذاتها التي شجعت أوكرانيا علي القمع العسكري الوحشي لأبناء القومية الروسية في شرق أوكرانيا (اقليم الدونباس) في 2014 ، ثم هي من شجعت أوكرانيا علي عدم احترام اتفاقية منيسك وإعلانها التنصل منه فيمابعد ثم طلب الانضمام لحلف الناتو وترحيبها به وهي تعرف أن ذلك سيشعل حرباً بين روسيا وأوكرانيا وتعرف مقدماً أن هذا لن ينتهي الأمر بانضمام أوكرانيا إلي الناتو ..
، قد يبدو هذا للكثير من المتابعين تناقضاً وتضارباً مثيراً لعلامات الاستفهام في سياسات إمبراطورية الهيمنة الأمريكية ..

 

وقد ينسب البعض هذا لإدارات أمريكية بعينها تنتهج سياسات تحاول أن تتميز بها عن إدارات سابقة ..

 

لكن بنظرة أعمق سنكتشف أن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية إزاء كل هذه المسائل سياسات تقع في عمق المصالح العليا لدولة الهيمنة الأمريكية تتركز في إشعال أكبر قدر من الصراعات المسلحة في العالم وعلي أي نحو وبأي شكل من الأشكال تلبية لمصالح المجمع الصناعي العسكري الأمريكي باعتباره القطاع الوحيد الذي لاتتراجع معدلات نموه وأرباحه قياساً بباقي قطاعات الاقتصاد الأمريكي ، وباعتباره عملياً هو الذي يقود الاقتصاد الأمريكي ، بل ويقود المجتمع والدولة من المقاعد الخلفية وهو من يضع الاعتبارات التي علي أساسها تحدد السياسات الخارجية والعسكرية للولايات المتحدة وبالتبعية حلف الناتو ..

 

أرباح المجمع الصناعي العسكري هي الفرصة الوحيدة لأمريكا التي تتراجع معدلات نموها الاقتصادي مقارنة بالتفوق الاقتصادي الصيني وظهور قوي وتجمعات اقتصادية تهدد انفراد الولايات المتحدة بالتفوق ومحاولاتها بسط هيمنتها علي العالم كإمبراطورية كبري وحيدة تسعي للتحكم في مصائر شعوب العالم ، ولو عبر صناعة الخراب والدمار والحروب ...

 




إرسال تعليق

0 تعليقات