آخر الأخبار

خذوا الحكمة من أبى هشيمة

 

 


 

د/ رشدي يوسف

 

سرت شائعة قوية إبّان حكم الإخوان تقول إنهم مارسوا الضغط على أبى هشيمة كى يطلّق هيفاء وهبى ليكون واجهتهم فى تمرير الصفقات وغسل الأموال كما كان أحمد عز فى زمان مبارك . فما أن فعلها حتى زال حكم الإخوان , فقلت فى نفسى إن فى هيفاء سرا باتعا . فلمّا تزوج بياسمين صبرى . قلنا هذه بتلك , فلمّا طلقها برئت ساحة الإخوان من تلك الفرية . إذ إتضح مذهب الرجل فى النساء ، وهو أن كل مليحة بمذاق ، فما أن يتذوق عسيلة الحسناء منهن حتى يلوى عنانه باحثا عن أخرى ، وقد تأكدت هذه النظرية حينما كتب على حسابه إنه لا يخسر أبدا ، فهو إمّا أن يكسب أو يتعلم ، وإذا كان الثابت من الأوراق أنه لم يكسب من هيفاء ولا من تابعتها ياسمين بل نثر بضعة ملايين هنا وهناك ، فتكون النتيجة المنطقية أولا : أنه كان يتعلم منهن ، وكل واحدة منهن مدرسة - لا ينتطح فى هذا المعنى كبشان - وثانيا : أننا نحن الموالى قد شغلتنا الدنيا والجرى وراء عرضها هذا بينما كان ابن هشيمة يستمطر الحكمة من أفخاذ الحسان .

 

فإن سأل سائل من أين لأبى هشيمة هذه الملايين يرشقها بين أثداء الملاح بحثا عن التعليم ، قلنا للسائل الكريم ، ألم يبلغك أن ثلث الشعب المصرى أصبح تحت خط الفقر ، وأن بعض من ضلوا الطريق فذهبوا يلتمسون العلم فى الجامعات لا يجدون عملا إلا فى توصيل الدليفرى ، وأن بعضا من موظفى الدولة يصرخون من فواتير الغاز والكهرباء ، وذلك خلل جسيم فى نظامنا الإقتصادى والإجتماعى ، يأخذ اللقمة من أشداقنا ليضعها فى حجر أبى هشيمة وأمثاله ، وتلك حالنا ، لذلك فإن قسما من الشعب قد انضم الى جماعات الإرهاب وأفتى بكفرنا .

 

فلا نحن أقمنا فى حظيرة الإيمان ، ولا نحن أدركنا الحكمة التى يجمعها أبو هشيمة .

 

إرسال تعليق

0 تعليقات