علي الأصولي
اشتهر السيد اليزدي محمد كاظم
بالفقه وبرع فيه فكان من براعته صياغة عبائر - العروة الوثقى - بالإضافة لفروعها
حلتها الفنية، والتي هي محط رحال الفقهاء والمجتهدين، ما بين شارح ومعلق ومحشي حتى
وصلت الى قريب الثمانين شرحا.
فكان صاحب - العروة - موسوعة في
تتبع الآراء الفقهية ومستنداتها، حتى حكي عنه أنه قرأ كتاب - جواهر الكلام -
وباحثه ست مرات،
جاء في كتاب - سيماى صالحين -
أنه بعد وفاة الآخوند الخراساني (رحمه الله) شرع الشيخ آغا ضياء الدين العراقي
(قدس) بإلقاء دروس في بحث الخارج، وذات يوم ذهب إلى السيد محمد كاظم اليزدي (صاحب
العروة) وطلب منه حاجة فسأله اليزدي: بما مشغول الآن؟
قال: في التدريس.
قال السيد: ماذا تدرّس؟
قال: في بحث الخارج. فقال له
السيد: اذكر لي مسائل ليس لها مدرك إلا الإجماع.
فبدأ الشيخ آغا ضياء الدين
العراقي (قدس) يذكر له المسائل حتى ذكر خمساً. فقال له السيد: اذكر لي واحدة أخرى.
فلم يستطع الشيخ آغا ضياء الدين العراقي (قدس) أن يأتيه بأخرى. فقال السيد: هل معك
مسبحة؟
قال: نعم.
قال السيد: امسكها بيدك وأعدّ
ما سأذكره لك من المسائل التي مدركها الإجماع. فعدّ له أربعين مسألة.
ثم توجّه السيد اليزدي إلى آغا
ضياء وقال له: حاجتك سأقضيها لك ولكن اعلم أنه ينبغي للطالب أن يكون متمكناً في
دراسته وتدريسه. أنتهى"
بصرف النظر عن كون الآغا ضياء
الدين من تلامذة السيد اليزدي، إلا أنه عرف عنه تمكنه من الأصول بشكل فائق، ومع
هذه الإمكانية الأصولية، إلا أنه عجز عن إضافة مسألة واحدة مدركها الإجماع،
بالتالي" يمكن اخذ العبرة من هذه القصة بمفاد لا ملازمة بين التمكن من الأصول
من جهة والتمكن من الفقه من جهة أخرى، إذ الفروض المتصورة في المقام أربعة: قوة
الأصول ضعف الفقه. وقوة الفقه وضعف الأصول. وقوة الفقه والأصول وضعف الفقه والأصول
وإلى الله تصير الأمور ...
0 تعليقات