آخر الأخبار

نهاية الكون فيزيائيا ..

 





علي الأصولي

 

تعرض السّيّد محمّد محمد صادق الصّدر في كتابه (اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني) لنهاية الكون حسب بيانات علم الفيزياء، اذ نقل مقررات نتائج الفيزياء بما حاصله" العلم قد أثبت بطـلان أزليّة الكون من خلال قانون الثّرموديناميك، انتهى" .


ومعنى ذلك، وفقا لقانون الديناميك (2) الحراري فإن نهايته نحو البرودة وبالتالي تتوقف الأرض مثلا بسبب فقدان الأرض لحرارتها الداخلية، وهذا القانون شامل وعام للأجرام السماوية، بالنتيجة يتوقف الكون وتكون نهايته وهذا معنى بطلان أزليته الى ما لا نهاية،


وقد أثير على ما نقل السيد الصدر ملاحظة مفادها: يفترض على المؤلف تقييد بعنوان الثّاني (الإنتروبي) حتى لا يفهم منه الإطلاق لكون الثّرموديناميك ينقسم بالإضافة إلى الصّفري إلى ثلاثة قوانين،

 
ويمكن توجيه هذه الملاحظة بما حاصله: ان عرض الدليل العلمي الفيزيائي في المقام يكفي فيه العرض الإجمالي. بدون الدخول لتفصيلاته،


بيد أن أهم إشكال على ما ذكره السّيّد الصّدر هو الخلط ما بين أصل الكون وأشكال الكون الّتي لا يعلمها. وبالتالي قانون الديناميك الحراري الثّاني، لا يمكن أن يستفاد منه موت الكون ونهايته بمواده الأوليّة، بل موتِ صورتــه هذه الّتي تتمثل بقوانين " بلانــك"
ذلك لأنَّ الكون ما قبل قوانين بلانــك" كان موجودٌ ولكن بشكلٍ آخر وهو شكل التّــموجات الكموميّــة" وقوانيه الخاصّة به، وهذا ما يتفق مع القانون الأوّل للحرارة (حفظ الطّــاقة) الّذي غفله الصّدر تمامًــا والقائل: بإنَّ الطّـاقة لا تخلق من العدم ولا تعدم، بل تتحوّل من شكل إلى آخر.


وفيه: أن موت الكون ونهايته تتحقق بتغيير صورته حتى مع فرض بقاء مواده الأولية، إذ الهيولي لا معنى له بالنتيجة بمفرده، ناهيك عن انعدام الحياة البشرية وعدم إمكانية البقاء في حال تغيير الصورة الكونية الى مادة صرفة سواء سميت بالتموجات الكمومية ام لا ،


نعم" للآن لم يتوصل على ما يبدو لي خبراء الفيزياء على أن الطاقة المتمثلة بالطّـاقة المظلمة بأنّها ستنعدم، أم لا؟


يعني أنّه هل جسيمـاتها قابلة للتّـفكك وتنعدم في المستقــبل أم لا ؟؟


وكيف كان" عدم ترجيح التفكك والانعدام لا يعني استبعاد عدم التفكك وبالتالي الانعدام، والأبحاث المستقبيلة كفيلة بالإجابة على هذا التساؤل،

 

إرسال تعليق

0 تعليقات