محمود جابر
ربما من يطالع المقال
يصيبه كثيرا من الدهشة، ما علاقة أحزاب مصر السياسية بـ 15 مايو وماذا يقصد
الكاتب، هل يقصد مدينة 15 مايو الموجود فى حلوان، أم يقصد كوبر 15 مايو، وقليل سوف
يربطون بين الأحزاب السياسية و15 مايو التى قام بها السادات ونتج عنها صحيفة ورقية
كانت تحمل هذا الاسم طوال حكم السادات وجزء كبير من حكم الرئيس مبارك ...
لكن قليل وربما نادر
من يربط الأحزاب السياسية بالنكبة الفلسطينية فى 15 مايو.......
فى 15 مايو كان إعلان
دولة الكيان فى سنة 1948، ثم أعقبه اعتراف دولي بهذا الكيان وهو اعتراف دولي بحق
هذه العصابات اليهودية التى تجمعت فى ارض فلسطين بالاعتداء على فلسطين ارض وشعبا
وتاريخا؛ اعتداء يصل وصل إلى درجة متقدمة من الإبادة .
الشعب الفلسطينى ظل يُحيى
هذه الذكرى فى الداخل الفلسطينى حتى حدث رعب من هذا الاحتفال، وكما هى عادة الكيان
فى اضطهاد كل شىء يقوم به الفلسطيني قامت سلطات الاحتلال في 23 مارس 2011 وافق
الكنيست الإسرائيلي بأغلبية 37 صوتا مقابل 25 أصوات، علی قانون ما سمي بـ«قانون
النكبة» والذي ينص على ان أي مؤسسة أو جمعية تقوم بفعاليات لإحياء ذكرى النكبة
الفلسطينية بدلا من يوم الاستقلال الإسرائيلي يتم سحب تمويلها أو تقليص ميزانيتها
بعد موافقة النائب العام ووزير المالية.
ويمنع مشروع القانون
إحياء ذكرى النكبة، وانّ كلّ فرد يخالف هذه المادة معرض للسجن لمدة سنة واحدة أو
دفع غرامة قدرها 10,000 شيكل (~ 2500 $).
ومع هذا لم يحاول
الفلسطينيين تقليل أو تخفيض شكل هذه الفاعليات والتى تمثل تحدى لإرادة المحتل
الغاصب واثبات الحق الفلسطيني .
الأحزاب السياسية
و 15 مايو
مصر تمثل حالة فريدة
للقضية الفلسطينية، فنحن كمصريين كنا أول الشعوب العربية اهتماما بهذه القضية
ودعمها ومشاركة الحق الفلسطيني فى الدفاع عن الأرض والحقوق الفلسطينية كتابة وعملا
على الأرض وحتى مشاركة فى النضال والجهاد المسلح، فضلا عن حروب متعددة خاضتها
الدولة المصرية فى مواجهة العدو الصهيوني، وهذه المواجهة تركت فى كل بيت شهيد أو أسير
أو جريح، وهذا ما جعل للمشاركة فى الدفاع عن ارض فلسطين زخما متواصلا، استمرت هذه
الفاعليات بقوة حتى وقت قريب، بيد ان الوقت الراهن ومن خلال مراقبة ورصد حركة الأحزاب
المصرية خلال 15 مايو الجاري.
ان دور الأحزاب
السياسية بالإضافة للعمل الوطنى هو رفع درجة الوعى لدى الجماهير، والتنبيه لخطر أعداء
الخارج وأعداء الوطن وفى مقدمة هؤلاء العدو الاسرائيلى الذى يتربص بنا، ويحاول إضعاف
بلدنا بكل ما لديه من وسائل، واحد هذه الوسائل هو تسطيح الوعى الوطنى المصرى وصرف
الناس عن معرفة هذا العدو أو نسيانه، ونقل حالة العداء منه الى عدو آخر متخيل أو-
حتى - ثانوي.
وليس هذا فقط بل عدم
دعم متخذ القرار فى اى خطوة يتخدها تجاه هذا العدو لعدو وجود وعى شعبى ضاغط يسانده
حينما يتخذ خطوة من خطوات حصار او الضغط على هذا العدو، لماذا؟ لان الاحزاب
السياسية لا ترى فى اسرائيل عدوا ؟!!
وكيف وصلنا الى هذه
النتيجة ؟
هذه النتيجة يفضحها
الواقع بسكوت هذه الأحزاب عن هذا اليوم وخلو بياناتها السياسية من اى إشارة أو دعم
للقضية الفلسطيني أو للأحداث التى تقع على ارض فلسطين، والتي جزء منها لا يخص
فلسطين فقط بل يخص مصر أيضا ...
فحينما حصل هجوم من
الرهبان الأحباش على دير السلطان، وهو دير مسيحي أرثوذكسي مصر تابع للكنيسة
المصرية الأرثوذكسية، الهجوم حمل طابع العدوان على مصر من قبل الأحباش وإثيوبيا
وبتواطيء من الاحتلال الإسرائيلي، ولو ان الأحزاب المصرية اهتمت بدعم متخذ القرار
لاتخاذ موقف ما فى مواجهة إثيوبيا وإسرائيل معا لكان لدى متخذ القرار فرصة للضغط
عليهم وعلى المجتمع الدولى ولديه كل الحق ولديه رأى داخلى ضاغط ....
لكن أحزابنا المصرى
فقدت بوصلة العمل السياسى الوطنى تماما، وفى مقدمته معارك مصر مع أعدائها، وكأن
نصرة فلسطين هو موقف أصيل لأحزاب المعارضة المصرية – نموذج حزب التجمع- أما أحزاب الأغلبية
– نموذج مستقبل وطن – حماة وطن – المفترض فيهم انهم يعبرون على القطاع العريض من
المجتمع المصرى، لا يعبرون بشىء او بكلمة، وهم يقدمون أنفسهم على أنهم ورثة الحزب الوطنى – المنحل- فى سلوكه السياسي
ومواقفه الوطنية، والذى كان يعتز بان سلوكه السياسى غير مهتم بقضايا الأمة العربية
وامن مصر الاستراتيجي، بل بلغ بهذا الحزب حدا من الوقاحة انه كان يحرض أجهزت الأمن
على كل الأحزاب التى تقوم بالدفاع عن القضية الفلسطينية، والآن أرى فى سلوك هذه الأحزاب
وراثة طبيعية وسياسية لهذا الحزب، الأهم والأخطر فى سلوكهم وصمتهم، أنهم يخزلون
الدولة المصرية بسلوكهم، فهذا العدو الاسرائيلى هو من يقف حقيقة وراء هذه الحرب الإرهابية
التى تشنها الجماعات الإرهابية على جيش مصر وشرطتها المدنية، ولولا ان مصر اضطرت
فى وقت من الاوقات توقيع اتفاق كامب ديفيد وهو المسئول عن خلق فراغ امنى فى سيناء
مكن دولة العدو ومعها عملائها من الجماعات الإرهابية من إعلان الحرب على الدولة
المصرية وسقوط كل هذا العدد من أبنائنا الشهداء ...
ما أتمناه ان أرى هذه
الأحزاب وخاصة حزب الاغلية المسمى " مستقبل وطن" ان يشعر بواجبه الوطنى
والقومى وان يكون فعلا حزبا معبرا عن هذه الاغلبية التى يدعيه، سواء فى مواقفه
السياسية أو حتى من خلال إعلان موقف – لم نراه – من خلال مجلس النواب المصرى وهو الأمر
الذى نفتقده منهم حتى الآن .
0 تعليقات