حمدى عبد العزيز
27 يونيو 2022
على ضوء تصريحات حسين
أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني الأخيرة خلال زيارته للعاصمة العراقية
بغداد وإشارته إلي رغبة إيران في تعزيز علاقاتها
بمصر ، وكذلك الإشارات الإيرانية المتعلقة بالدعوة
لمحادثات ثنائية مع السعودية .. فإنني كمتابع للشئون الإقليمية المتعلقة
بالمصالح العليا للشعب المصري ولشعوب المنطقة أري أنه من الأكثر حكمة أن تستجيب
دولة مصر ودول الخليج العربي للدعوات الإيرانية ، وأن تتعامل معها بإيجابية علي
أساس الدخول في عملية تطبيع للعلاقات مع طهران ، عبر وضع أسس مشتركة للاحترام
المتبادل لسيادة دول المنطقة ولتبادل المصالح والمنافع المشتركة وتكوين جوار
إقليمي هادئ ومستقر ودافع لتحقيق المصالح المتبادلة لشعوب المنطقة .
فإيران
- شئنا أم أبينا - هي رقم جيوسياسي صعب ومؤثر وفعال في المحيط الإقليمي لمصر والمنطقة
العربية ، والتفكير الجيوسياسي المنطقي يري أنها جار إقليمي وليست عدواً مهما بلغت
التناقضات بينها وبين بعض دول المنطقة ، بعكس الدولة الصهيونية التي تسببت عبر
تاريخها العدائي لشعوب المنطقة واغتصابها لحقوق الشعب الفلسطيني وحروبها العدوانية
علي كل من مصر وسوريا والأردن ولبنان واحتلالها لأراض من هذه الدول وهو مالاتزال
آثاره باقية حتي تاريخه وكذلك تأثيراته علي مجتمعات المنطقة العربية ومساهمته في
تأجيج نيران التطرف والإرهاب وتصاعد تيارات اليمين الديني في المنطقة مما أدي إلي
دخول مجتمعاتها إلي نفق تاريخي لم نبلغ نهايته حتي الآن من التشوه والتطور المبتسر ..
أعتقد أن التقارب مع
إيران كجار إقليمي مهم هو الأولي لكل من مصر ودول الخليج والبديل عن التورط في حلف
ملحق علي حلف الناتو في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تلعب فيه إسرائيل
دور رئيس أركان الحلف ، وهو ماتحاول أنظمة عربية العمل عليه بخطوات جرت وتجري تحت
السطح وفوق السطح ويتم الإعداد لتدشين واقعها العملي خلال هذه الأيام مع تراجع فرص
عودة الولايات المتحدة الأمريكي إلي الإتفاق النووي الذي كانت قد أبرمته سابقاً مع
إيران ثم أعلنت الانسحاب منه وجاءت إدارة بايدن لتحاول إعادة التفاوض عليه بشروط
جديدة ، ومع زيارة بايدن التي ستتم هذه الأيام لدول المنطقة
وبالتالي لايجب أن
تنجر دول المنطقة وفي مقدمتها مصر إلي خطيئة جيوسياسية كبري بالانضمام أو بإقامة
أي حلف عسكري أو سياسي قد يشكل مغامرة غير مضمونة العواقب ويفتح الأبواب لحروب
وصراعات جديدة لن تدفع فواتير تكلفتها إلا شعوب هذه المنطقة البائسة من أرواحها
ودمائها ومقدراتها الحياتية ، ومقدرات أجيالها المتعاقبة بما قد ينتهي بها من
مصائر تخرجها خارج سياق مسيرة التاريخ الإنساني .
0 تعليقات