عز الدين البغدادي
في سنة 1951 صدر
بالفارسية كتاب "شهيد جاويد" أي "الشهيد الخالد" للمرحوم
الشيخ نعمة الله صالحي نجف آبادي ضجة كبرى عندما طبع في ايران، وقد ناقش الكتاب
رؤية سائدة في تفسير الثورة الحسينية ترى أن الحسين (ع) خرج وهو يعلم بأنه سوف
يقتل، وأنه كان يعرف بأن أسرته ستتعرض للقتل وللسبي، وأنه خرج مع ذلك امتثالا
لتكليف خاصّ به كان ملزما بتنفيذه، وهو الخروج حتى يقتل. إلا أن المؤلف طرح رؤية
أخرى ترفض هذه الدعوى وترى بأن الحسين كان لديه وفق رؤيته نقاط قوة اعتقد بأنها
يمكن ان تساعده على تحقيق رؤيته السياسية، فهو تصرف كسياسي يملك رؤية سياسة إضافة
طبعا الى الغطاء الشرعي بالتأكيد.
فيما عدا هذا الفكرة
الرئيسية فإن الكاتب بقي يردد أفكارا تقليدية لذا تجده يتحدث في نهاية كتابه عن
فوائد الأكل من التربة الحسينية وما الى ذلك. وتعرض الكتاب وكتابه الى هجوم عنيف وصار
حديث الحوزات العلمية وانبرى عدد كبير من علماء عصره للرد عليه، ثم كتب هو كتاب "عصا
موسى" في الرد عليهم.
أما الكتاب الآخر فهو
"كشف الموهوم من تحريف ثورة السبط المظلوم" هو كتاب صدر قبل سنتين في
طبعته الأولى، والآن طبع طبعة ثانية وهو كتاب واسع، حيث ناقش جوانب متعدد من
الثورة الحسينية، ففي فصله الأول الذي كان مقدمة للتعرف على صاحب القضية الحسين (ع)،
ورغم انه فصل تقليدي وتمهيدي الا انه ناقش قصتين شهيرتين هما: قضية فطرس ورضاعة
الحسين من إصبع النبي (ص).
في الفصل الثاني ناقش
فلسفة الثورة وأسبابها التي ناقش فيها خمس نظريات، وناقش النظرية الغيبية وحججها
والرد عليها وطرح فكرة التوجيه الالهي للتاريخ كبديل موضوعي عنها، كما ناقش أيضا
نتائج الثورة.
في الفصل الثالث: ناقش
فقه الثورة ومستندها الشرعي بوجه من ادعى ان الثورة لم تكن تمتلك الشرعية وان
الحسين (ع) خرج على سلطان زمانه، وان حكمه حكم البغاة.
في الفصل الرابع: ناقش
مسالة هامة جدا وهي سياسة الحسين، فكثيرون طعنوا في الرؤية السياسة للحسين (ع) ورأوا
انه قراءته السياسية لم تكن صحيحة وانه تم التغرير به من قبل اهل الكوفة رغم تحذير
كثير من الصحابة له، وأنه اخطأ بأخذ عياله، وقد تمت مناقشة هذه الرؤى والأفكار مع
بيان ما فيها.
في الفصل الخامس: نوقشت
اهم المصادر التي دونت الثورة الحسينية، مع بيان مراحل التدوين وظهور الكتب
المحرفة في أزمان متأخرة، وما هي أسباب التحريف وأساليبها والمناهج المختلفة في
تدوين الثورة، كما ناقش حجية مقتل أبي مخنف باعتباره أقدم واهم مصدر.
في الفصل السادس: ناقش
قضايا محددة كنماذج على التحريف، منها عرس القاسم ودفن الحسين (ع) وعدد جيش ابن
زياد والبنات المفترضات للحسين (ع) وهن رقية وخولة وفاطمة العليلة، وقصة مقتل ابني
مسلم، ورجوه السبايا الى كربلاء في الأربعين، وموضع الرأس الشريف وغير ذلك.
في الفصل السابع: ناقش
التدوين المضاد للثورة والذي حاول تبرئة يزيد من الجريمة حيث ناقش حديث "اول
جيش يغزو القسطنطينية مغفور له" ودعوى براءة يزيد من الجريمة والصاقها بشخص
ابن زياد، ودعوى ان الشيعة هم من قتلوا الحسين (ع(.
في الفصل الثامن: تحدث
عن أصحاب الحسين (ع) واهم الأقوال في تحديد عددهم، وصحة عبارة "ما رأيت خيرا
من أصحابي" وعبارة "ان أصحاب الحسين رأوا منازلهم في الجنة، وتحدث عن
شخصيات بعينها مثل عابس وعبارته المنسوبة إليه "حب لحسين اجنني" ومناقشة
في شخصية وهب النصراني، كما ذكر مواقف الآل والأصحاب وصبرهم في ذلك اليوم.
في الفصل التاسع: ناقش
مفهومي الشعيرة والبدعة كمقدمة لدراسة "الشعائر الحسينية".
في الفصل العاشر: ناقش
الشعائر الحسينية من البكاء والتطبير واللطم والمشي وووو الى آخرها، وناقشها
بتفصيل وبين ما فيها. كما ناقش خلل الموقف الفقهي في هذه القضية وضعف طرحه وتهربه
بل ومحاولة تبرير كثير من الأخطاء.
في الفصل الحادي عشر: ناقش
موضوع الخطيب والمجلس بأركانه الأربعة: الخطيب والجمهور والمضمون المجلس، واهم ما
فيها من إشكاليات ومستوى الخطيب ومضمون الطرح وما الى ذلك.
في الفصل الثاني عشر: ناقش
مواضيع مختلف تتعلق بوعي القضية، وهو فصل هام جدا جمع مسائل مختلفة تتعلق بوعينا
بالقضية.
وهناك بحثان الحقا
بالكتاب بعد الخاتمة وهما: صوم عاشوراء ولعن يزيد.
رغم ان الكتاب صادم
الا انه بالتأكيد ينفع حتى الخطباء التقليدين هذا اذا استثنينا الفصل العاشر من الكتاب
الذي ناقش موضوع الشعائر الحسينية.
مضمون الكتاب عموما
أوسع بكثير مما طرحه المرحوم الصالحي النجف آبادي، ناقش القضية من معظم جوانبها،
وهو يقع في ما يقارب 590 صفحة.
0 تعليقات