آخر الأخبار

سلام فرمانده

 



 

عز الدين البغدادي

 

حاولت كثيرا أن ابتعد عن النقاش في هذا الموضوع، لكن الحديث فيه لا يتوقف والإصرار عليه غريب جدا.

 

 النشيد نشيد إيراني يمثل رؤية سياسية للدولة ولا أرى ان من المنطق ان يتم تبنيه بهذه الدرجة من قبل عراقيين، فهو مصمم للواقع الايراني.

 

 بالنسبة لنا كبلد متعدد لا تنفعنا مثل هذه الأناشيد، فمن الناحية الدينية أنا اعتقد كما بينت عدة مرات في كتابي "المهدي المنتظر بين العقل والأثر" أن المبالغة في التأكيد على القضية المهدية (أو المهدوية) بما يزيد على حجمها في المنظومة العقدية سيرتد عكسيا على القضية ويربك تصور المؤمنين بها عنها ويسمح بظهور كثير من الواهمين والمستغلين لهذه القضية..

 

 ومن الناحية السياسية فأنا أكرر ما قلته سابقا من أن الرؤية الوطنية تقتضي أن نجتمع على المشتركات، شخصيا سأنزعج جدا إذا قامت فرقة فنية من الأنبار مثلا بأداء نشيد يشيد مثلا بالسيدة عائشة أو يندب الخليفة عثمان بن عفان، وارى انه يزيد في حجم التشظي في المجتمع وأن أمورا كهذا لن تكون ولن تفهم إلا على أنها استفزاز للآخر وهو استقطاب يدعو الآخر إلى استقطاب مقابل، وليس في ذلك مصلحة دينية او دنيوية.

 

طبعا الايرانييون ماهرون جدا في الإعلام، جدا جدا.. لذا سوقوا النشيد رغم أنه نشيد محلي، أنهم يملكون قادرة متميزة على زرع فكرة ما، وتسويق رؤيتهم بما يخدم سياستهم. وهو امر معروف عندهم في جوانب كثيرة في الدين والسياسة كما جعلت الدعاية على سبيل المثال مسجد جمكران مكانا مقدسا ومتميزا يتواجد فيه الإمام المهدي رغم أنه أمر بغير دليل… قد يكون هذا عنصر قوة على المدى القريب لكنه لن يكون كذلك على المدى البعيد…

 

وربنا المستعان

 

إرسال تعليق

0 تعليقات