علي الأصولي
من شواهد الحال علي
أي دعوى النظر الى تاريخيتها وطبيعة فهمها من قبل من كان قريب عنها، وعلى ضوء هذا
الأصل حاول غير واحد ومنهم العلامة السيد الحيدري تبعا لغيره ملاحظة مقولة العصمة
في القرون الثلاثة الأولى، ومن الشواهد التي ساقها في المقام هي المذاكرة او
التذاكر بين عبد الله بن أبي يعفور والمعلى بن خنيس، حيث ادعى ابن ابي يعفور أن "الأوصياء
علماء أبرار أتقياء" فقال معلى: "الأوصياء أنبياء" وبالتالي دخلا
على أبي عبد الله "عليه السلام" فقال "عليه السلام": "يا
عبد الله أبرأ ممن قال: إنا أنبياء" [رجال الكشي: ص247] أنتهى"
زعم السيد الحيدري
بأن ابن خنيس يقصد من كلامه مقام الأنبياء وهو مقام العصمة. يعني أن الأوصياء
أنبياء هو بلحاظ عصمتهم، ومن هنا دخل الإمام "عليه السلام" على الخط
نافيا هذه الدعوى، مع إن البراءة حتى مع فرض هذا الفهم ودعوى العصمة للأوصياء غير
مناسبة كونها لا ترجع لمعنى شركي او كفري يستلزم منه إعلان البراءة، بالتالي يكون
التوجيه الأقرب لدعوى "المعلى بن خنيس" الأوصياء أنبياء" هو بلحاظ
نزول عليهم الوحي ولهم ما للانبياء من خصائص النبوة،
وبالجملة" براءة
الإمام "عليه السلام" هو بهذا اللحاظ لا بلحاظ مقام العصمة ونفيها، وحتى
ابن ابي يعفور فهو مؤمن بالعصمة لا كما فهم السيد العلامة وغيره، بدلالة ما عن ابن
ابي يعفور قال" قلت: لأبي عبد الله " عليه السلام" والله لو فلقت
رمانة بنصفين فقلت: هذا حرام وهذا حلال لشهدت بأن الذي قلت "حلال" حلال
وأن الذي قلت "حرام" حرام، فقال"'عليه السلام" رحمك الله رحمك
الله، [إختيار معرفة الرجال 323.415] ودلالة الرواية لا تحتاج الى مؤونة زائدة في
طبيعة عرض إيمان الرجل "ابن ابي يعفور" واعتقاده بالعصمة بحال من
الأحوال،
وبالتالي، فلم يكن
التذاكر والاختلاف بين "ابن خنيس" "وابن ابي يعفور" في خصوص
معنى العصمة ولا في مقام العصمة نفيا أو إثباتا كما توهم من إنساق لهذه الدعوى،
0 تعليقات