آخر الأخبار

حالات انطرارية

 




عز الدين البغدادي

 

 

في السابق كان المذيع أو مقدم البرامج يمتلك قدرة متميزة من حيث اللغة وطريقة الإلقاء والثقافة العامة، فضلا عن الأناقة والاتزان الشخصي.

 

لكن بعد 2003 توسع الإعلام بشكل كبير جدا، وافتتحت فضائيات لا تعد ولا تحصى، وهو ما فتح الباب واسعا لإعلام غير منضبط ولا يملك نظرية ولا رؤية. واعجب ما كنا نلاحظه أخطاء مفجعة عند كثير من المقدمين تتجاوز اللحن الى لفظ المفردات بطريقة عجيبة.. اذكر مذيعة غيرت اسم "بلدروز" وهي مدينة عراقية معروفة الى "بلدوزر"، وآخر يقول بكان بدل مكان، وكارثة أخرى قرأت سورة يس (ياسين) فقالت: سورة يس (yes).

 

ذكرتني بذلك الرجل الذي كان يردد دائما ( والعاقبة للملتقين) وعندما يقال له بأنها (للمتقين) ينزعج ويغضب ويصر على أن العاقبة للملتقين، وليس للمتقين شيء.

 

وزاد الأمر سوءا التضخيم المبالغ فيه للإعلاميات والإعلاميين، ودخول بعضهم إلى ساحة الفساد والابتزاز الذي تحول إلى أحد أهم وظائف الإعلام. كما تحولت المذيعة غالبا الى جسد ومكياج، وهو ما اضعف الصوت والمنطق لصالح الشكل وتقاسيم الجسد الصارخ والشفاه المنتفخة.

 

تذكرت مذيعا في فضائية الفرات كان يقول "انطر" اي "اضطر" و"انطرارا" أي "اضطرارا" وبقي لفترة غير قصيرة وهو يطر اللغة العربية طرا ويشقها شقا ثم صادفته في الكاظمية وهو يركب سيارة حديثة عالية والعالي وجه الله...

 

ذكرني هذا الرجل قول الإعرابي المسكين الذي كان يعتز بلغته، حيث دخل السوق يوما فوجد اللحن فاشيا بين الناس فقال: سبحان الله يلحنون ويربحون ونحن لا نلحن ولا نربح... عموما كل إنسان يأخذ بكانته التي يستحقها.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات