د. رشدى يوسف
من المؤكد أن التوفيق
قد خان نجيب ساويرس، حينما تساءل عن الفاعل فى الحادث المأساوى الذى أصاب المصلين
فى كنيسة أبو سيفين , لأن وضع السؤال بتلك الصيغة قد يشير الى مؤامرة ربما تعرض
لها المصلون بالكنيسة , وهو أمر لايليق حينما تكون القلوب محترقة , والأعصاب
ملتهبة , وذلك ظرف خطر قد تشتعل فيه فتنه لا يحتملها الوطن فى هذا الظرف الخانق .
كان على نجيب ساويرس
أن يطرح القضية بأبعادها الصحيحة .
فيشير الى الصعوبات
والتعقيدات الإدارية والمماطلات
التى تواجه المسيحيين كلما
أرادوا بناء كنيسة جديدة أو تجديد كنيسة قديمة، وتلك أرضية خصبة ترعى فيها أفكار
الفتنة، وتتردد فيها أفكارا فاسدة عن
الأغلبية والأقلية، بما يترك مرارات
تستنزف طاقة الوطن فى دعاوى فاسدة ومعان لا جدوى منها ولا نفع فيها .
والمشكلة تكمن فى أن
السلطة المصرية تدعو الى تغليب قيم المواطنة ، ولكنها تستعذب أن يحصل المسيحون على
موافقات البناء والتجديد باعتبارها منحة من السلطة وليست حقا من حقوق المواطنة ، اعتقادا
منها أن ذلك يضمن ولاء المسيحين وحبهم المتجدد ، لكن الزمن قد تجاوز هذا المعنى، وأصبح هذا التحكم السلطوى يهدد البنية الوطنية
بأكثر مما يعطى من محبة أو ولاء .
لأن المسيحى المكتمل
الحقوق هو مواطن أقوى فى مواجهة الفتنة ، وأقدر على دعم الوحدة الوطنية .
لقد آن الأوان إذن أن
يصدر قانون بناء دور العبادة الموحد ، وأن
يوضع الرأى فى يد مجالس المدن وسلطات الإسكان، وأن يتم التأكيد على سلامة المنشأة وصيانتها
الدورية باعتبارها مكانا يجتمع فيه عدد كبير من المواطنين فى المناسبات الدينية .
بدون ذلك سوف تظل
بنيتنا الوطنية مهددة أمام أى حادث عرضى .
وذلك وضع لا يليق بنا .
0 تعليقات