علي الأصولي
من أراد الوقوف
ومعرفة دين الله تعالى فما عليه إلا مطالعة آيات القرآن الكريم والسنة المعصومية
القولية والفعلية. وطبيعة سلوك أئمة الدين "ع" سيرتهم ومسيرتهم العامة. وتعايشهم
مع أصحابهم ورواة حديثهم مع مجتمع متعدد المذاهب الفقهية والعقائدية. وأما من يريد
دين آخر أو شريعة أخرى فما عليه إلا وأن يتوجه للمتشددين من الفقهاء الذين لا هم
لهم إلا إظهار [بالعلن] مقولة البراء من الخصوم التاريخيين لائمة الدين. بالحقيقة
لم تكن الضجة الإعلامية الحالية التي صدرت مؤخرا من رادود ومن خلفه كاتب الكلمات [الشاعر]
إلا بيان ما عليه جملة من الفقهاء وأفق تفكيرهم الذي توقف على عهد المصادمات
الكلامية بل والد. موية على أيام الدولة البويهية وأختها الصفوية. وهذه الأحداث هي
خلاف السيرة المعصومية كما هو مدون في صحيح التاريخ ومحكمات أدبياتهم "ع"
وعلى هذه السيرة سوف تنعقد سيرة الإمام المهدي"ع" إذ هو يسلك سلوك من
سبقه في رعاية التوازنات ووجوب حفظ السلم الأهلي.
ذكر السيد محمد محمد
صادق الصًدر في [الموسوعة ج٢ ص١٥٥] ما يلي: من أهم أساليبه [أي الإمام المهدي]
"ع" عدم مجابهة أهل المذاهب الإسلامية الأخرى بما يغيضهم ويثير حفيظتهم
حرصاً على جمع كلمة المسلمين وسيادة الأمن في ربوع مجتمعهم. وليس الأمر بالتقية
جديداً أو مستحدثاً منه "ع" بعد أن كان قد ورد عن آبائه المعصومين "ع"
التأكيد عليه كقولهم "ع" التقية ديني ودين آبائي ومن لا تقية له لا دين
له. وغير ذلك. فمخالفة هذا الأمر بشكل يوجب الضرر مع عدم وجود مصلحة إسلامية مهمة
في إحداثه يعتبر من أشد المحرمات في الإسلام. أنتهى"
أقول: التقية التي
يوظفها الإمام "ع" ليست تقية خوف ودفع الضرر عن نفسه. بل هو الخوف على
المجتمع المسلم من إثارة القلاقل التي تخلق بشكل أو بآخر ثغرة في حكومته العالمية.
وعليه فلا مناص إلا والاشتغال على مبدأ التقية [المداراتية] فإذا التمس الناس
بركات حكومته وفضلها ورفاهها فسوف ينخرط الناس أفواجا لدينه وما عليه آبائه"ع"
وكيف كان: هذا هو دين الإمام "ع" ودين جده "ص" بالتالي {ومن
يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه}.
1 تعليقات
اوافقك تماماً
ردحذفلكن للكلام ظاهر وباطن
اوافق الظاهر