عز الدين البغدادى
كان النظر الى
الصحابة دائما يخضع لاعتبارات عاطفية وغير موضوعية، سواء عند كثير من السنة او
الشيعة. فبين من يحاول تصوير الصحابة تصويرا سيئا جدا، حتى وصل عند بعضهم لادعاء
ان الصحابة كلهم ارتدوا بعد النبي (ص) إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد. وبين
من يرى ان الصحبة بمجرد تحقق شرطها وهو رؤية النبي (ص) كافية لأن تترتب عليها
العدالة بأقصى درجاتها.
وواقعا فإن الرؤيتين
ابتعدتا تماما عن الموضوعية والإنصاف، والمسألة برأيي هامة لما يترتب عليها من
أمور تتعلق بفهمنا للتاريخ ونظريتنا للإمامة، وطريقة تعاملنا في إدارة الخلاف.
تبقى هناك أمور تتعلق
برؤيتنا للصحابة ترجع في حقيقتها الى رؤيتنا لموضوع الوصية وتفسيرنا لخطبة الغدير،
أي إن رؤيتنا للإمامة تحدد بشكل كبير نظرتنا للصحابة، وبالتأكيد فإن رؤيتنا
للإمامة ليست ثابتة ومقدسة بكل تفاصيلها فكثير منها افكار نؤمن بها بسبب إدماننا
على سماع تفسير محدد لها حتى صرنا نعتقد بأنها ثوابت لا تقبل المناقشة.
وقبل أكثر من 20 سنة
فرغت من تأليف كتاب بعنوان "بيت العنكبوت…. نظرية عدالة الصحابة بين الإثبات
والثبوت" وقد طبع منذ سنوات فيما يقارب 850 صفحة في مجلدين، والكتاب يتألف من
10 أبواب و37 فصلا، ناقشت فيه معظم ما يتعلق بموضوع الصحبة والصحابة.. وقد ذكرت في
مقدمته أن الكتاب لا يهدف أن يكون جزءا من السجال المذهبي ولا أن ينتصر لرؤية
مذهبية على أخرى، بل يهدف الى تقديم رؤية موضوعية بما أمكن.
0 تعليقات